عكست الحرب الاميركية ضد العراق حالاً من الارتباك والفوضى في سوق الألبومات المصري ما أدى إلى إرجاء عدد من المغنين والمغنيات طرح ألبوماتهم بعد أن انتهوا بالفعل من وضع اللمسات الأخيرة عليها، وذلك خوفاً من تراجع إيراداتها بفعل الأزمة الراهنة. ومن هؤلاء الفنانين لطيفة وانغام وديانا حداد وأحلام الإماراتية وعبدالله الروشيد ونبيل شعيل. وأرجأت المطربة لطيفة ألبومها بعنوان "حالة حب" من انتاج شركة "عالم الفن" الى أجل غير مسمى نتيجة الأوضاع المتردية في المنطقة العربية، واكتفت بتصوير أغنية وطنية عنوانها "مدرددة حالي" من التراث الشعبي التونسي تحكي عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها المنطقة اليوم في ظل الحرب الأميركية على العراق. وسيتم عرض الأغنية قريباً على شاشات التلفزة العربية. وأرجأ المطرب الصاعد تامر حسني توزيع ألبومه الأول الذي كان مزمعاً طرحه خلال الأيام القليلة المقبلة. وتامر هو الشريك الأول في ألبوم المطربة شيرين السابق الذي ضم مجموعة من أغانيه وأغانيها من ألبومات منفردة. وكانت شيرين طرحت قبل شهر ألبوماً لها بعنوان "جرح تاني" لاقى نجاحاً. وقال الملحن محسن جابر صاحب شركة "عالم الفن" إنه أرجأ طرح العديد من الألبومات التي تم الانتهاء منها فعلياً مثل ألبومات المطربة الإماراتية أحلام والفنانين حميد الشاعري ونوال ولطيفة الى أجل غير مسمى "حتى تزول المحنة التي تمر بها المنطقة العربية حالياً". وقال مدير عام شركة "روتانا" الدكتور محمد حازم: "من يستطيع أن يشدو بكلمات الحب والعواطف في ظل هذه الظروف التي ترسمها الحرب. فالفنانون مجموعة من الأحاسيس والمشاعر، والحرب خسارة على جميع البشر". وأضاف أن "الشركة تعتزم خلال هذه الأيام اتمام عمل وطني من الفنان عبدالله الروشيد وفنانة سودانية لمواكبة الأحداث الجارية إضافة إلى تقديم أعمال جديدة أخرى تعبر عن الموقف الحالي". ومن جانبه قال منتج الكاسيت نصر محروس إنه ينوي طرح ألبوم جديد للفنان محمد محيي يواكب الأحداث الجارية، من خلال إضافة أغنية جديدة تعبر عن حالة الحرب، "فالفن هو الرسالة الوحيدة التي تصل إلى الناس في اسرع وقت ممكن لتخفيف الصعاب عن الشعب العربي". تراجع الإيرادات ويذكر أن سوق الكاسيت المصري شهد تراجعاً في الإيرادات والتوزيع خلال الشهرين الماضيين بنسبة 70 في المئة. وأرجع موزعو الألبومات الغنائية هذا التراجع الى أسباب عدة أولها ارتفاع اسعارها بنسبة مئة في المئة، عن العامين السابقين" فبعد أن كان الألبوم يباع بنحو ثمانية جنيهات في بداية العام 2000 وصل سعر بعضها إلى 18 جنيهاً. من جهة ثانية، أكد الناقد علي أبو شادي رئيس "المهرجان القومي للسينما المصرية" أن فاعليات الدورة التاسعة ستقام في موعدها منتصف الشهر المقبل، وأن الاشاعات التي ترددت حول إلغاء حفلتي الافتتاح والختام "لا أساس لها من الصحة". وقال أبو شادي ل"الحياة": إن وزير الثقافة فاروق حسني وافق على اختيار الفنان وليد عوني لإخراج حفلتي المهرجان. ويقيم المهرجان هذا العام احتفالية كبيرة للمخرج يوسف شاهين كما يتم تكريم الفنانين زهرة العلا وعمر الحريري والمصور محسن نصر. وكانت إدارة المهرجان ألغت العام الماضي حفلتي الافتتاح والختام تقديراً واحتراماً للظروف التي كان يعيش فيها الفلسطينيون. وعلى خط مواز، قررت رئيسة التلفزيون المصري زينب سويدان، منع عرض أغاني الفيديو كليب والبرامج الغنائية وبعض الإعلانات "المليئة بالرقص" والمسرحيات الكوميدية وذلك بناء على توجيهات وزير الإعلام صفوت الشريف. وقالت سويدان إنه تم استبدال أغاني الفيديو كليب والأفلام الكوميدية بأغانٍ من التراث تناسب الحالة التي يعيشها المواطن في ظل الظروف الحالية. إلى ذلك تأثرت حركة المشاهدة السينمائية ومتابعة العروض المسرحية في مصر بسبب الحرب، وقال المنتج وائل عبدالله صاحب شركة أوسكار: "هناك خسائر كبيرة نواجهها بسبب عدم الاقبال الجماهيري على دور العرض سواء بالنسبة للأفلام الأجنبية أو العربية". وقدر عبدالله تراجع الايرادات بقرابة 70 في المئة كما كانت عليه قبل اندلاع الحرب.