سيخسر الاقتصاد المغربي نحو 1.6 بليون دولار جراء الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة على العراق وسيتكبد نحو 1.2 بليون دولار خسائر غير مباشرة، وسط توقعات بتراجع عائدات السياحة والنقل الجوي الدولي والتحويلات وتدفقات الاستثمارات الخارجية والصادرات خصوصاً الى اسواق الاتحاد الاوروبي. وسيضطر المغرب الى اللجوء الى التمويل الداخلي والخارجي لمواجهة عجز الموازنة والانفاق العام. وقال وزير المال فتح الله ولعلو ان المغرب سيحتاج السنة الجارية الى اقتراض نحو 2.7 بليون دولار لمواجهة التراجع المتوقع في الايرادات العامة وتسديد ديون سابقة حان موعد استحقاقها. وكشف الوزير في ندوة صحافية أول من أمس انه على رغم نية الحكومة استخدام جزء من احتياط النقد الاجنبي لدى المصرف المركزي، البالغة 11 بليون دولار، فان الخزانة العامة ستحتاج الى تمويلات لا تقل عن 27 بليون درهم 2.7 بليون دولار لتمويل صافي العجز المالي المقدر بنحو 1.5 بليون دولار وتسديد مستحقات ديون في حدود 1.2 بليون دولار. وأضاف ان الحكومة ستصدر قريباً سندات سيادية قصيرة الاجل عبر مناقصات مفتوحة لتجميع مبالغ عاجلة تحتاجها الخزانة وستمنح المستثمرين اداة اضافية لتدبير السيولة النقدية، في اشارة الى ارتفاع السيولة المالية لدى المصارف التجارية الى نحو 30 بليون دولار. وزاد انه تم العام الماضي استخدام الآليات المالية نفسها لمواجهة عجز الخزانة الذي بلغ 1.7 بليون دولار. ويتوقع ان يرتفع عجز السنة الجارية الى قرابة ثلاثة بلايين دولار بسبب الحرب في الخليج. ولم يكشف الوزير المغربي عن قيمة المبالغ التي سيتم اقتراضها من الخارج، لكنه اشار الى ان اللجوء الى مؤسسات الاقراض الجماعي وشركات التأمين والمصارف التجارية المحلية مكن من التغلب في الماضي على عجز الموازنة، ما سمح بتراجع المديونية الخارجية الى 23 في المئة من اجمالي الناتج المحلي في الوقت الحاضر مقابل 29 في المئة عام 2002، بينما زادت الديون الداخلية الى 47.4 في المئة من اجمالي الناتج مقابل 46 في المئة قبل سنة وقد ترتفع الى 50 في المئة في نهاية السنة الجارية. وتقدر ديون المغرب الخارجية والداخلية بنحو 29 بليون دولار، او 70 في المئة من اجمالي الناتج المحلي، علماً ان الديون الخارجية تبلغ 19 بليون دولار. وحسب توقعات وزارة المال ومركز الظرفية في الدار البيضاء، سيتراجع الاستثمار العام نحو نقطة مئوية وتزيد البطالة نقطة اضافية السنة الجارية و1.5 في المئة سنة 2004 وسيخسر ميزان المدفوعات 1.3 في المئة من اجمالي الناتج المحلي بسبب توقع تراجع حركة السياحة بنسبة 24 في المئة. وقال مسؤولون في فنادق مغربية خاصة في مراكش واغادير وطنجة أمس ان عدداً من السياح الاجانب فضل مغادرة المغرب مباشرة بعد اندلاع الحرب في العراق، فيما ألغت شركات سياحية دولية حجوزات سابقة كانت متوقعة للشهر المقبل. ومن جهتها اعلنت "الخطوط الملكية المغربية" عن تغيير برامج بعض رحلاتها الى بعض الدول بسبب الحرب وتم الغاء رحلة كانت موجهة امس الى الولاياتالمتحدة. كما تم تغيير مسار رحلات جوية الى دول الشرق الاوسط والخليج. وقالت "خلية الازمة" في "الخطوط المغربية" انها ستصدر لاحقاً بياناً حول الاجراءات التي اتخذتها لمواجهة النقص المحتمل في النقل الجوي وتغيير بعض المسارات اثر الهجوم على العراق. وستشمل التغييرات الرحلات الموجهة الى مصر والسعودية والامارات والولاياتالمتحدة وكندا وبعض الدول الاوروبية.