قررت الحكومة الألمانية أمس ارسال 100 جندي إلى الكويت لدعم طواقم مصفحات "فوكس" المتخصصة في مواجهة أسلحة الدمار الشامل. وأعربت عن استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية إلى العراقيين والمشاركة في إعادة إعمار العراق. ورحبت باقتراح بلجيكا تشكيل جيش أوروبي، منها ومن فرنساوالمانيا ودول أوروبية أخرى، للاستقلال عن الولاياتالمتحدة في المسائل الأمنية. وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الألمانية ان وزير الدفاع بيتر شتروك أمر بارسال مئة جندي متخصص في مواجهة أسلحة الدمار الشامل إلى معسكر القوة الألمانية المؤلفة من 90 جندياً وست مصفحات "فوكس" في الكويت والذي يبعد حوالى 100 كلم عن الحدود مع العراق. وقال إن الجنود سيغادرون من مطار كولونيا العسكري. وأضاف ان مهمة "فوكس" جزء من حملة "انديورينغ فريدوم" ضد الإرهاب الدولي، مشيراً إلى وجود تعاون منذ فترة طويلة مع قوتين أميركية وتشيخية لحماية المدنيين الكويتيين من الأسلحة الجرثومية والكيماوية. وكان المستشار الألماني غيرهارد شرودر ووزير دفاعه أكدا في الماضي ان الجنود الألمان لن يُجروا إلى الحرب على العراق ولن يدخلوا الأراضي العراقية. وقال شتروك إن ارسال المزيد من الجنود الألمان إلى الكويت هو لسد الفجوة التي حدثت اثر سحب الأميركيين والتشيخيين جنودهم وتكليفهم مهمات أخرى. وأكد الناطق باسم الحكومة توماس شتيغ أن بلاده أبلغت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي أمس استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية السريعة إلى العراقيين وللمشاركة في إعادة إعمار البلاد. وقال إن شرودر أوضح في الماضي أن بإمكان الأممالمتحدة الاعتماد دائماً على المانيا في هذا المجال. ورحب شرودر باقتراح الحكومة البلجيكية تشكيل قوات عسكرية أوروبية نواتها فرنساوالمانياوبلجيكا ل"تكثيف التعاون الأوروبي في المسائل العسكرية"، قائلاً إن حكومته "على استعداد لدفع هذه العملية إلى الأمام". ونفى "أن يكون أحد يفكر في عزل أحد"، مشدداً على أن باب المبادرة "مفتوح أمام الجميع". وأضاف ان السياسة الدفاعية والأمنية للاتحاد الأوروبي لا تزال "شتلة يافعة لا بد لنا أن نسقيها لكي تنمو وتصبح جذعاً قوياً". وأشار إلى أن تسلم الاتحاد الأوروبي مهمات أمنية في مقدونيا في نهاية الشهر الجاري "يشكل بداية السياسة الدفاعية المشتركة". وشدد على أن تعزيز قوة الاتحاد الأوروبي العسكرية "تعزيز لقوة الحلف الأطلسي"، لافتاً إلى أهمية اقامة صناعة عسكرية أوروبية مشتركة. وعلى رغم فشل المانياوفرنسا في منع الولاياتالمتحدة من شن الحرب على العراق، رأى وزير الخارجية يوشكا فيشر ان حصيلة معارضة برلين وباريس ايجابية. وفي اشارته إلى ملايين المتظاهرين، دعا إلى عدم التقليل من التأثيرات الايجابية التي تتركها هذه التظاهرات في العالمين العربي والإسلامي، ملاحظاً أن ذلك يؤكد "أن الحرب ليست حرباً يشنها الغرب". ودعا في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" إلى مناقشة بين أوروبا والولاياتالمتحدة حول السياسة الدولية يكون محورها "العالم الذي نحتاج إليه بعد 11 أيلول سبتمبر وإمكان مواجهة أخطار الإرهاب بصورة منفردة أو جماعية في المستقبل والاعتماد على الوسائل العسكرية أكثر أم على الوسائل السياسية"، وأضاف: "الأمن وحده لا يضمن أي سلام ولا يجعله مستديماً".