أكدت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت ان الرئيس جورج بوش سيطلق قريباً مبادرة جديدة خاصة بمنطقة الشرق الأوسط يتبنى فيها صراحة المبادرة التي كان أطلقها أخيراً ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وأيدتها القمة العربية المعقودة في بيروت في آذار مارس عام 2002. وكشفت المصادر ل"الحياة" ان قادة دول العربية كانوا تبلغوا من الرئيس بوش في اتصالات أجراها بهم أثناء الإعداد للحرب على العراق، عزمه على دعم مبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز خصوصاً ان قمة بيروت كانت تبنتها بعد أن أدخلت عليها بعض التعديلات. ولفتت أيضاً الى أن بوش كان قاطعاً في أن لدى ادارته رغبة في اعادة تحريك الوضع في منطقة الشرق الأوسط انطلاقاً من المبادرة السعودية، وان "خريطة الطريق" المطروحة لإيجاد حل بين الفلسطينيين واسرائيل ستكون جزءاً من مبادرته. وعزت المصادر الرغبة الأميركية في إحياء المبادرة السعودية الى وجود شعور قوي لدى واشنطن بأن لا بد من استيعاب الوضع المستجد في المنطقة وتطويق التداعيات المترتبة على الحرب التي تشنها على العراق ومنع تفاعلاتها على الساحة العربية، خصوصا السياسية والأمنية منها، اضافة الى رغبتها في تطويق حركة الاحتجاج العربية - الأوروبية على هذه الحرب ونزع أسلحة الدمار الشامل للعراق في مقابل تجاهلها تطبيق القرارات الدولية الخاصة بالصراع العربي - الاسرائيلي وأبرزها القراران 242 و338. وأوضحت المصادر ان بوش ينوي لملمة الصدمة في الشارع العربي الرافض الحرب على العراق وانه لن يكون في مقدوره تنفيس أجواء الاحتقان الا من خلال اشعار هذا الشارع بأنه جاد في تطبيق القرارات الدولية واعتبارها القاعدة لإيجاد تسوية للصراع العربي - الاسرائيلي. وتابعت ان بوش سيحاول أيضاً اعادة الاعتبار الى الأممالمتحدة من خلال اشراكها في توفير مناخ جديد في الشرق الأوسط، خلافاً للانطباع السائد بأنه سيتجاهلها لعدم وقوف المجتمع الدولي الى جانب شن الحرب، خصوصا ان ازاحة الرئيس صدام حسين ستساعد على انضاج الظروف التي تتيح له الالتفات الى الوضع في الشرق الأوسط، وتأكيد اهتمامه المباشر بمشكلاته.