يعتبر دافيد باورز، كبير مخططي الاستثمار في دار الوساطة العالمية، "ميريل لينش"، في المسح الشهري لمديري الاستثمار، الذي نشر أمس الاربعاء، ان مديري الاستثمار في الأسهم وموزعي الأصول هم "نزوليون من دون أي التباس" حيال معدلات الفائدة طويلة الأمد. كما انهم، في الوقت نفسه، متشائمون إزاء الاقتصاد. وهذا الانقسام بالنظرة يضعهم بين "المطرقة والسندان"، على حد قول باورز. يفيد التقرير ان ثمة 55 في المئة من صافي مديري الاستثمار الذي شملهم الاستفتاء، والبالغ عددهم 303، يرون ان مردود السندات سيكون أعلى بعد سنة من الآن، مقابل 14 في المئة يتوقعون ان تكون معدلات الفائدة القصيرة الأمد أكثر ارتفاعاً. ويضيف باروز: "هناك شعور واسع الانتشار، يتمسك به ثلثا الذين شاركوا في الاستطلاع، بأن السندات العالمية هي أعلى من قيمتها الأساسية". كما ان ثمة 4 في المئة فقط يرون ان هناك بعض القيمة باقية في السندات، في حين ان 12 في المئة فقط يرون بعض الأمل بأن ترتفع السندات أكثر من الأسهم في الأشهر ال12 المقبلة. وقال باورز: "بالتزامن، وللشهر الثاني على التوالي، أصبح مديرو الاستثمار أكثر تشاؤماً حيال مستقبل الاقتصاد العالمي". ففي شباط فبراير كان تدهور الثقة "معتدلاً"، ولكن في آذار مارس غدت تلك الحالة "أكثر بروزاً". وأضاف: "اتخذ مديرو الاستثمار موقفاً أكثر حذراً تجاه مستقبل الاقتصاد الحقيقي وأسعار السلع ونمو الانتاج المحلي الاسمي ونمو الأرباح بالسهم". ولفت باروز الى ان "ما يثير الاستغراب حقاً هو سلبية المستثمرين تجاه السندات. ومع ذلك، فانهم مقتنعون، في الوقت نفسه، باننا نعيش في مناخ من النمو الاسمي المنخفض". وقال انه بانتظار ان يبدأ النمو المتوقع، فان السندات الرئيسية قد تتجه نحو النزول. ويشير التقرير، الى نه بقطع النظر عن السندات والاقتصاد الحقيقي، فان ما يزيد على نصف الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الأسهم مسعرّة بأقل من قيمتها الأساسية، وان نحو 30 في المئة منهم يرون ان الأسهم مسعرّة ب15 في المئة أو أكثر أدنى من قيمتها. لكن على رغم ان الشعور العام هو ان الأسهم مسعرّة بأقل من قيمتها، إلا ان هذا لا يعني بالضرورة، انها تستحق ان "تُشترى". فهذا هو الشهر التاسع الذي يظن فيه المديرون ان السوق رخيصة. ومع ذلك، بقيت السوق في حال ركود. وقال التقرير: "ان أحد الأسباب وراء ذلك، يكمن في ان مستويات السيولة ضمن الحقائب الاستثمارية لا تزال منخفضة". لكن ذلك بدأ يتغير، لأن الأسهم قد تدنت. وذكر باورز ان ثمة 31 في المئة من المستثمرين لديهم فائض من الأصول النقدية مقابل 21 في المئة الشهر الماضي. وقال ان هذه الحال تشكل تاريخياً ثاني أعلى نسبة. كما ان متوسط الأرصدة النقدية قد ارتفع الى 5.4 في المئة من 4.2 في المئة في كانون الثاني يناير. ويضيف كبير مخططي الاستثمار في "ميريل لينش": "اذا أخذنا في الاعتبار التقاء تقويمات جذابة وارتفاع مستويات الأرصدة النقدية والشعور المتنامي بأن الأسهم قد بالغت في نزولها، فان كل ذلك يشكل في أكثر الأحيان شرطاً مسبقاً "لانتعاش تكتيكي في سوق الأسهم". يُضاف الى ذلك عامل ايجابي وهو ان "شعور تجنب المخاطر يستمر بالازدياد، بحيث نلاحظ ان 47 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع يقرون بانهم يتخذون مستوى من الخطر أدنى من المعتاد في استراتيجية استثماراتهم". أما في ما يتعلق بالمناطق، فإن الموقف لم يتبدل في الأشهر الستة الماضية. ويعتقد المستثمرون ان الولاياتالمتحدة تزخر بأفضل مستقبل لأرباح الشركات، فيما تقدم منطقة اليورو المستقبل الأسوأ. كما ان المملكة المتحدة توفر أفضل الارباح من حيث الجودة واليابان أردؤها.