تعمل القوات الأميركية جاهدة على رصد تحركات القوات العراقية لتحديد الاستراتيجية والتكتيكات التي ستعتمدها في صد الهجوم المتوقع. وبحسب مصادر عسكرية أميركية رفيعة، ستركز قيادة التحالف على مضاعفة جهودها في الحرب النفسية لتحطيم معنويات الجيش العراقي قبل بدء القصف الجوي "الاستراتيجي الذكي" الذي لم يشهد التاريخ مثله من قبل، إذ أن نسبة خمس وتسعين في المئة من القنابل والصواريخ التي ستستخدم ستكون موجهة بأشعة الليزر أو عبر الأقمار الاصطناعية. وبحسب المركز الاعلامي للقوات الأميركي في الدوحة، ألقت الطائرات الأميركية في الخامس عشر من الشهر الجاري مليوناً من المنشورات التي تدعو العراقيين الى عدم مواجهة الجنود الأميركيين وتحذر الجنود من استخدام الأسلحة غير التقليدية. و يعتبر فاغو موراديان رئيس تحرير صحيفة "ديفنس نيوز" الأميركية والمختصة في الشؤون العسكرية أن "دخول واشنطن الحرب من دون غطاء من مجلس الأمن يعني أن على الادارة الأميركية أن تحسم الأمر وتنهي الحرب في أسرع وقت ممكن وبأقل خسائر". وأضاف أن القوات الأميركية تعول كثيرا على انهاء الحرب في فترة لا تتعدى اسبوعين. لكن العديد من الخبراء العسكريين يعتقدون بأن كون قرار الحرب أتى منفرداً من جانب واشنطن ومن دون غطاء دولي، فإن القيادة العراقية قد ترى أن هناك أملاً للبقاء عبر المقاومة وإطالة فترة النزاع بواسطة حرب عصابات في المدن العراقية مما سيؤدي لسقوط عدد كبير من القتلى. وهذا بدوره سيشكل عامل ضغط على التحالف الأميركي - البريطاني - الاسترالي - الاسباني، وقد يؤدي الى وقف الحرب والسعي عبر الأممالمتحدة مجدداً لحلول سياسية للأزمة. وأوحى إقدام القيادة العراقية في الأسابيع الأخيرة على سحب ألويتها القتالية الأساسية، خصوصاً ألوية الحرس الجمهوري، الى الخطوط الخلفية والمحيطة في العاصمة بغداد، أوحى للجميع بأن القوات العراقية تتحضر لجر التحالف الى حرب عصابات في المدن ومحيطها. وما قرار القيادة العراقية الأخير بتجزئة العراق الى أربعة محاور سوى محاولة لتخفيف الارتباط بجهاز مركزي واحد لأخذ القرارات العسكرية الميدانية. كما أن القوات العراقية مدركة لإمكان قطع غالبية خطوط اتصالاتها في اليوم الأول للهجوم مما يجعل أمر التواصل بين الجبهات والقيادة أشبه بالمستحيل. وتقطيع أوصال الفرق العسكرية سيسهل المهمة على القوات المهاجمة لمحاصرة وتصفية جيوب المقاومة خارج المدن بسهولة وتمنع الفرق العراقية من التجمع أو اعادة التجمع لشن هجمات مضادة. وعليه فإن زمام المبادرة سيكون في يدي قوات التحالف في غالب الوقت، الا اذا قامت القوات العراقية بمفاجأة الأميركيين بشن ضربات استباقية مستخدمة الصواريخ البالستية والمدفعية البعيدة المدى، وما تملكه من طائرات حربية وهليكوبتر هجومية مستهدفة أماكن تجمع القوات الاميركية على الحدود العراقية في الجنوب والشمال. وقد تعمد واشنطن الى محاصرة بغداد وتفاوض المقاومين فيها على الاستسلام. لكن المصادر قالت انه اذا ما قررت الادارة الأميركية دخول بغداد عنوة فإنها ستعمل جاهدة على منع أي تغطية اعلامية من داخل العاصمة العراقية تجنباً لاثارة الرأي العام العربي والدولي. وسيتم منع التغطية الاعلامية، خصوصاً عبر محطات التلفزيون، بواسطة القنابل الكهرومغناطيسية والتي تعطل كافة الأجهزة الالكترونية ومن ضمنها الكاميرات وأجهزة المونتاج والبث والاستقبال. كما أفادت المصادر أن مسألة كيفية التعاطي مع العراق في حال استخدمت قواته أسلحة بيولوجية أو كيماوية، خصوصاً من داخل مدن محاصرة، هي مسألة بالغة التعقيد ولم تحسم حتى الآن.