وصف رولف اكيوس كبير مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة السابق حسين كامل الرئيس السابق لهيئة التصنيع العسكري العراقية بأنه "كاذب شديد البراعة". وكان اكيوس آخر من استجوب كامل في عمان بعد فراره من بغداد. وقالت صحيفة "ذي غارديان" امس ان نص الاستجواب الذي سُرّب الى مجلة "نيوزويك" يكشف ان شهادة كامل في شأن اسلحة الدمار الشامل العراقية "غير حاسمة، وفي كثير من الاحيان مضللة". واعتبرت الصحيفة ان هذه التصريحات تضعف الاتهامات الاميركية والبريطانية ضد الرئيس العراقي صدام حسين التي سعت الى استخدام فرار كامل لدعم الادعاء بأن العراق لا يزال يملك آلاف الاطنان من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية التي لم يعلن عنها. وتكشف تصريحات اكيوس ان كامل ابلغ المفتشين الدوليين ان العراق دمر كل اسلحته الكيماوية والبيولوجية، وتخلى عن برنامجه النووي بعد حرب الخليج الثانية، لكنه اضاف ان العراق اخفى وثائق وسجلات كومبيوتر وقوالب لاجزاء صواريخ. وقال اكيوس ان لجنة التفتيش الدولية السابقة "اونسكوم" كانت اكتشفت الكثير بالفعل عن البرنامج البيولوجي العراقي في وقت سابق تلك السنة، ما اجبر بغداد على الاعتراف في تموز يوليو 1995، قبل شهر من فرار كامل، بانها سعت الى انتاج اسلحة بيولوجية. وافاد التقرير ان نص استجواب حسين كامل يكشف صورة اكثر غموضاً بكثير من تلك التي تعرض في واشنطن ولندن. وقال اكيوس ان "كامل كذاب شديد البراعة". واوضح ان المفتشين دمروا معظم الاسلحة الكيماوية، وان السلطات العراقية تخلصت على الارجح من الاسلحة البيولوجية، لكنه عبّر عن اعتقاده بأنها تحتفظ ب"خزين بذور" من البكتيريا وبوسائط نمو ومعدات تخمير كي تتمكن من اعادة انتاج الاسلحة البيولوجية بسرعة. واعلن اكيوس انه تلقى، قبل ان يذهب الى عمان لاستجواب كامل في 1995، دعوة من السلطات العراقية للذهاب الى بغداد. وهناك جرى اطلاعه على حاويات حديد عدة مليئة بالوثائق دُفنت في مزرعة دجاج يملكها كامل. وقال اكيوس انهم "ارادوا ان يحمّلوا حسين كامل المسؤولية عن كل شيء، لكنه كان ينفذ فحسب سياسة الحكومة".