مر العراق في ظروف سياسية صعبة منذ انبثاق الدولة العراقية، نتيجة للأساليب التي اتبعتها أنظمة الحكم غير الديموقراطية. وهذا أدى الى ظهور حركات وأحزاب وطنية معارضة، عمقها التاريخي وإيمانها بثوابتها أديا الى استمرار فاعليتها، على رغم كل الظروف الصعبة. وكان للعراقيين، سابقاً، نظرة الى هذه الحركات السياسية، تصنفها تصنيفاً عرقياً أو طائفياً. وبعد حرب الخليج الثانية 1991 بدأ ظهور الحركات الوطنية المعارضة إعلامياً، بعناوين واسعة وواضحة. وبدأ العراقيون يتفهمون وطنية أكثر الحركات المعارضة، وإخلاصها للمصلحة العليا للعراق. ولو أخذنا الحركة الوطنية الكردية المعارضة، المتمثلة بالاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الأستاذ جلال طالباني، والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة السيد مسعود بارزاني، لرأينا أنهما لا غبار عليهما، وكانا على الدوام خير مثال للوطنية العراقية الصادقة. وأثبتت مجريات الحوادث أن هذين الحزبين الكرديين تعاملا، في جميع المحافل الوطنية والدولية، من منطلق الدفاع عن العراق أرضاً وشعباً، وتمسكا بالثوابت الوطنية التي ينادي بها كل عراقي وطني. ولم تقتصر نشاطاتهما على المجال الكردي أو على دائرة "الخصوصية الكردية". فمن منطلق الواجب الأخلاقي والوطني، على قيادة العراق الديموقراطية، في المستقبل، ألا تحصر نفسها داخل نظرة عرقية أو طائفية، وعليها أن تسند قيادة العراق الديموقراطي الى من أثبت حرصه على وحدة الأراضي العراقية، وإيمانه بوحدة شعبه، وناضل لأجل ذلك، ولم يقبل أي مساومة. عماد إبراهيم الأنصاري عميد طيار سابق في الجيش العراقي [email protected]