عممت سلطات الامن الدنماركية طلب ملاحقة دولية لرئيس الأركان العراقي السابق الجنرال نزار الخزرجي، المتهم بارتكاب "جرائم ضد الانسانية بحق الشعب الكردي" في شمال العراق. وكانت عائلة الخزرجي اتصلت بشرطة مدينة سوراو حيث تعيش منذ سنوات وأبلغتها انه اختفى فجأة. وأكد الناطق باسم شرطة المدينة جان سكالتز ل"الحياة" هاتفياً ان اتصال عائلة الخزرجي بالشرطة "وقالوا انه اختفى صباحاً امس عندما كان يقف خارج المنزل ليدخن سيجارة، وتعتقد العائلة بأنه اثناء وجوده خارج المنزل راح يتنزه في المنطقة واختفى". وقالت المدعية العامة الدنماركية بيرغيتي فستبرغ، المسؤولة عن ملف الجنرال العراقي السابق، في اتصال مع "الحياة" ان السلطات الدنماركية "تعمل الآن إنطلاقاً من احتمالات ثلاثة: إما أنه هرب إلى خارج البلاد، أو أنه خطف أو تعرض لحادث ما أثناء تنزهه في المنطقة التي يسكن فيها". واكدت ان السلطات تتابع بجدية اختفاءه، لذلك أصدرت مذكرة دولية بملاحقته. وشرح الناطق باسم الشرطة انها "أطلقت حملة بحث انسانية اذ انه قد يكون وقع وكسر يده أو مات بنوبة قلبية اثناء تنزهه في الغابة او تعرض لحادث ما. وهناك نحو 12 من عناصر الشرطة تبحث عنه الآن في كل المنطقة التي يعيش فيها". وأكد أن أجهزة الأمن لا تستبعد أن يكون هرب الى خارج البلاد، خصوصاً أنه يواجه منذ فترة "تهمة ارتكابه جرائم ضد الانسانية بحق الاكراد" ويحاول القضاء الدنماركي مقاضاته على ذلك. وأصدرت المدعية العامة قبل فترة قراراً يجبره على عدم مغادرة البلاد قبل حسم احالته على القضاء. ومعلوم أن السلطات الدنماركية أوقفت في العام الماضي الخزرجي وعائلته أثناء محاولتهم مغادرة البلاد الى المملكة العربية السعودية ووضعته في الاقامة الجبرية انتظاراً لمحاكمته. وحاولت مجموعات سياسية كردية موالية للولايات المتحدة اصدار بيانات دعم للخزرجي ونفي التهم الموجهة إليه، لكن السلطات الدنماركية لم تتأثر بمحاولات الضغط هذه وأصرت على ابقائه في البلاد لمحاكمته. ولا يعرف حتى الآن ما الذي يمكن ان يكون قد حصل له، لكن الناطق باسم الشرطة اكد ل"الحياة" ان الشرطة "لا تتبنى رواية عائلة الخزرجي كلياً إذ يصعب التأكد منها قبل معرفة ما حصل له"، لكن هناك احتمالات كبيرة أن يكون الخزرجي غادر البلاد سراً لأنها سارعت الى إخطار الانتربول، واصدرت مذكرة دولية بملاحقته. وأشار الناطق أن "هناك احتمالاً كبيراً أن يكون قد فرّ الى خارج الدنمارك". وكان الخزرجي أبلغ "الحياة" في وقت سابق أنه يمكنه مغادرة الدنمارك سراً، كما فعل ويفعل عراقيون كثيرون "يلجأون" إلى بلدان أوروبية، لكنه فضل البقاء لأنه ضابط يريد كشف الحقيقة في شأن الأسلحة البيولوجية التي استخدمتها بغداد ضد الأكراد في شمال العراق، والرد على "حملة التجني التي يتعرض لها". ومعروف أن رئيس الأركان العراقي السابق كان غادر بغداد سراً العام 1995، إلى منطقة كردستان بالتنسيق مع الأميركيين ومسعود بارزاني الأمين العام للحزب الديموقراطي الكردستاني.