فشلت محاولة اميركية لإبرام صفقة سياسية مع السلطات الدنماركية يتم بموجبها وقف ملاحقة الجنرال العراقي نزار الخزرجي بتهم ارتكابه جرائم ضد الانسانية، مقابل تعهد الخزرجي بأن يكون الشاهد الاساسي في محكمة جرائم الحرب في بلجيكا ضد الرئيس العراقي صدام حسين. وكشفت صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية وثيقة من سبع صفحات تقدمت بها واشنطن في العام الماضي الى سلطات كوبنهاغن تقترح فيها منح الخزرجي حصانة سياسية ووقف ملاحقته بتهم ضلوعه في قصف مناطق كردية في شمال العراق بغازات سامة ادت الى مقتل الآلاف من الاكراد مطلع الثمانينات، مقابل تعهده بأن يشهد ضد صدام حسين. وتفيد الوثيقة بأن المحكمة البلجيكية يمكنها منح الخزرجي ضمانات وحصانة سياسية ووقف كل الملاحقات القانونية بحقه في حال وافق على الشروط الاميركية، وان منظمة "اندايت" البريطانية التي تحاول جمع ادلة ضد الرئيس صدام حسين تمهيداً لمحاكمته في بلجيكا ستستفيد من صفقة كهذه لأنها تفتقد حتى الان لشاهد اساسي بثقل نزار الخزرجي. الا ان رئيس المنظمة شارلز فورست نفى ان تكون عرض عليه مثل هذه الصفقة، وقال: "نحن تكلمنا مع الخزرجي في الدنمارك ولكن من الغباء الاعتقاد انه يمكنه الحصول على حصانة سياسية مقابل ان يشهد ضد صدام حسين. من المعروف ان الاميركيين يتقدمون احياناً باقتراحات خيالية لأنهم لا يعرفون القوانين الاوروبية". معلوم ان الولاياتالمتحدة لم تصدر دعماً رسمياً لاطلاق سراح الخزرجي الذي يعيش في الاقامة الجبرية في الدنمارك بعد ملاحقته بتهم جرائم ضد الانسانية. ولكن في المقابل تقدمت منظمات كردية عديدة تدعمها الولاياتالمتحدة بطلبات عدة لاطلاق الخزرجي ونفت التهم ضده، الا ان كوبنهاغن مصرّة على الاستمرار في التحقيق بالتهم الموجهة الى الخزرجي. وتفيد الوثيقة بأن عناصر من جهاز الاستخبارات الاميركية سي آي اي متخصصين بالشؤون العراقية زاروا الخزرجي في مكان اقامته في جزيرة سوراو الدنماركية وحصلوا منه على معلومات امنية تتعلق بالجيش العراقي، وان قضيته تناقش الآن على مستوى عال في واشنطن. وكانت "الحياة" اشارت الى ان المدعية العامة الدنماركية بيرغيتا فستبرغ تلقت معلومات ستبني عليها دعوى قضائية لملاحقة احد مرافقي ومساعدي الخزرجي في الدنمارك. واكدت فستبرغ ل "الحياة" ان هناك شخصاً عراقياً اخر سيحقق معه قريباً بتهم ارتكاب جرائم الحرب.