من وراء خمس وستين علبة سيليكون جديدة اطل طبيب التجميل ذو القامة القصيرة برأسه الصغير ليجيب باستخفاف عن سؤالي: "كيف الشغل يا دكتور؟؟"، بقوله: "شَوْف عينك. الآن زودني الموزع خمساً وستين علبة سيليكون دفعة واحدة، ما معناه أن الشغل ماشي كتير منيح". أما أين يذهب بكل هذا السيليكون فأجاب قائلاً: "أزرعه في كل مكان من جسد الزبونات" الصدر، المؤخرة، أي في المناطق الضعيفة التي تحتاج إلى تكبير حتماً". وسألت الطبيب إن كان عمله يقتصر على السيليكون، فأجاب: "قطعاً لا. فأنا أقوم بكل ما يخطر ولا يخطر على البال من عمليات تجميل". وأنا شخصياً سمعت بأن هذا الطبيب يقوم بإجراء كل أصناف عمليات التجميل وأنه يقلب شكل المرأة رأساً على عقب، وتستوجب زيارته موعداً مبكراً جداً، أي قبل أسبوعين على الأقل، خصوصاً بين شهري شباط فبراير وآذار مارس، أي قبل اقتراب حلول الصيف الذي يفضح العيوب. طلب مني الطبيب عدم نشر أي شيء مما يقول بحجة أن الصحف أساءت كثيراً الى أطباء التجميل وإلى ما يستعمل في التجميل من مواد عرف عنها أنها مضرة بالصحة، الا أنني تابعت طرح الأسئلة الساذجة وأكمل الطبيب إجاباته التوضيحية. قلت: "علمت من السكرتيرة أنك لا تعطل أيام الآحاد، لأن عدداً كبيراً من زبوناتك لبنانيات". فأجاب بنبرة لا تخلو من استخفاف: "لأنني أقدم لهن ما يقدم في لبنان بل في شكل أفضل وبسعر أقل بنسبة النصف إن لم يكن أكثر". سألت: "وبماذا تقوم اللبنانيات؟"، فضحك الطبيب ضحكة مجلجلة وقال: "كل شيء. فالمرأة اللبنانية جريئة جداً وتحب التغيير في شكل أستغربه في كثير من الأحيان. وعندي مجموعة زبونات يقمن بإجراء أكثر من خمس عمليات تجميل في العام الواحد، ما بين رفع الحاجبين وحقن الخدود وتغيير الشفتين وشفط الدهون ورسم الحاجبين وتكبير المؤخرة وما إلى هنالك من عمليات. وتشكل الزبونات اللبنانيات حوالى 20 في المئة من زبوناتي، وهن لا يبخلن بالدفع أبداً من أجل تغيير اللوك". ويضيف الطبيب: "تأتي اللبنانيات ويطلبن مؤخرة جنيفير لوبيز وصدر هيفاء وهبي، وشفتي الراقصة دينا، وحاجبي نوال الزغبي. وفي الحقيقة اكسبتني علاقتي باللبنانيات المزيد من الخبرة العملية. فأنا صرت أتابع صور مجموعة كبيرة من النجمات نزولاً عند طلب كل الزبونات". أما ما يميز اللبنانيات عن السوريات، فيقول الطبيب: "الجرأة ثم الجرأة ثم الجرأة. فجرأة اللبنانيات تشجعني على الخلق والابتكار لأتمكن من تلبية طلبهن. ولكنني في كثير من الاحيان أضطر الى قول لا ورفض الطلب، وذلك عندما تطلب الزبونة اموراً خيالية مثل تكبير المؤخرة أو الصدر في شكل غير طبيعي أو إجراء عمليات الشد وهي لا تزال في العشرينات من عمرها، أو إجراء الوشم في أماكن حساسة جداً من الجسد، ما قد يسبب لها مضاعفات لاحقاً" ويتابع الطبيب: "ما يلفت نظري أيضاً هو اهتمام اللبنانيات وإدراكهن عيوب أجسادهن في عمر مبكر. فكثيراً ما تزورني صبايا في أوائل العشرينات لتكبير الصدر أو المؤخرة مثلاً أو الوشم أو تغيير لون البشرة، وأنا أحاول أحياناً أن أنصحهن بممارسة الرياضة لتغيير شكل أجسامهن". أما عن نسبة نجاح هذه العمليات، فيقول الطبيب: "يتوقف نجاح هذه العمليات على مجموعة عوامل، منها: طبيعة جسم الزبونة والمواد المستعملة، اضافة الى دور الطبيب الذي يشكل العامل الاساس في نجاح أي عملية أو فشلها. وأنا أراهن على أن كل عيادة من العيادات لديها نسبة من الفشل أو لنقل مضاعفات ما بعد الجراحة لا تقل عن خمسة في المئة". وتابع: "زارتني إحدى اللبنانيات وقد قامت بإجراء عملية زرع سيليكون في مؤخرتها في فرنسا، فكانت النتيجة حصولها على مؤخرة كبيرة ولكن ذات طرفين غير متساويين فقمت بتعديل الوضع وكانت النتيجة ممتازة. وزارتني أخرى بعد ان اجرت عملية تجميل أنف في أحد مشافي بيروت المعروفة وكانت النتيجة حصولها على أنف صغير جداً جداً، ما تسبب لها بضيق نفس فظيع، فقمت بتصحيح الوضع ايضاً. وفي هذا الاطار، أعتقد أن تصحيح الأخطاء يحتاج إلى مهارة أكبر من تلك السابقة".