سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"كلام ومناورات استعدادا للحرب" ام "تفنيد نظرية سيطرة مؤيدي اسرائيل على السياسة الاميركية"!. محللون وديبلوماسيون عرب وأجانب يشككون في دوافع بوش لاعلان مبادرته
قابل عرب ومحللون لشؤون العالم العربي مبادرة الرئيس جورج بوش ومن بعده رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في اعلان "خريطة الطريق" الخاصة بالسلام في الشرق الاوسط، بتشكك بالغ، كما شككوا في ان يصدّق الرأي العام العربي ان بوش سيعمل الآن من اجل التوصل الى تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال الخبير في شؤون الشرق الاوسط في جامعة ماريلاند شبلي تلحمي: "الواقع ان معظم الناس يشكون في انه لا يعدو مجرد كلام ومناورات استعدادا للحرب مع العراق. من الواضح ان معظم الناس لا يصدقونه". واضاف: "اعتقد انها لن تؤدي الى فرق يذكر. البعض يمكن ان يستخدموها كورقة توت". وكان تلحمي اجرى استطلاعا للرأي شمل 2620 من العرب في شباط فبراير واذار مارس اشارت نتائجه الى ان معظم العرب يعتقد ان ضرب العراق سيؤدي الى تقليص الديموقراطية والسلام في الشرق الاوسط والاضرار باحتمالات احلال السلام بين العرب واسرائيل وتصاعد الهجمات الارهابية. وقال ديبلوماسي عربي كبير: "لا ريب ان الناس متشككون ... لن اشكك في دوافع بوش او اي شيء سوى الترحيب بالبيان الذي اعلن فيه التعهد. لكني لست ساذجا". واضاف ادوارد ابينغتون وهو مستشار للسلطة الفلسطينية وديبلوماسي اميركي سابق: "عليك ان تنظر الى هذا الامر في اطار النكسات الديبلوماسية التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في شأن العراق. الشكوك يشترك فيها العالم العربي مع اوروبا على نطاق واسع. نأمل في الا يكون مجرد تصريح آخر يهدف به بخبث الى الحصول على المساندة في اوروبا والشرق الاوسط". وقال ريتشارد ميرفي مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الادنى: "اعتقد ان كلماته ستقابل بفرح لكن بكثير من التشكك". ورأى ديبلوماسي عربي آخر ان تصريحات بوش جاءت في هذا التوقيت لتشير في ما يبدو الى ان الادارة الاميركية أرجأت وساطتها في الشرق الاوسط في الوقت الذي تستعد فيه لغزو العراق. واضاف انها قد تكون محاولة لتفنيد نظرية يثور حولها جدل كثير وتقابل بالنفي على نطاق واسع بان المحافظين الجدد المؤيدين لاسرائيل في ادارة بوش هم الذين يوجهون السياسة الاميركية في الشرق الاوسط. واعتبر فريد عبود سفير لبنان في واشنطن ان الاسلوب الذي تتبعه الولاياتالمتحدة واسرائيل يركز اكثر مما ينبغي على شخصية رئيس الوزراء الفلسطيني بدلا من التركيز على مضمون اتفاق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. واضاف: "الانطباع لدينا هو ان المطلوب ان يقبل رئيس وزراء جديد بعض اشياء لم يكن عرفات ليقبلها". وتابع: "اذا كانت هناك صفقة او اتفاق ترى الغالبية الساحقة من الفلسطينيين انه عادل فسيمكن لعرفات او ابو مازن او اي احد تنفيذه. ليس هذا هو الاساس هنا". ورأى الديبلوماسيون والمحللون انه اذا كان بوش يهدف بتعهداته الى تخفيف المعارضة العربية او الاوروبية لغزو اميركي للعراق فهو لن يحقق نجاحا يذكر. وقال محلل عربي طلب عدم نشر اسمه: "اشك في ان يكون لها اي تأثير. من الغريب ان تتحدث عن فلسطين وانت توشك على ضرب العراق. لكن يمكن للعرب على الاقل ان يقولوا انه اعلن التعهد بنفسه". واضاف: "اذا نشبت حرب فالجميع يعرف ان الحديث عن خطوات سياسية ومفاوضات سيصبح بلا معنى".