قدمت الفنانة المصرية معالي زايد خلال ثلاثين عاماً الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية الناجحة. وتجاوزت الأدوار الصغيرة التي قدمتها والدتها الفنانة الراحلة جمالات زايد، واستفادت كذلك من خبرة قريبها الكاتب الراحل محسن زايد سواء في السينما أم الدراما التلفزيونية، فقدمت عشرات الأفلام السينمائية المهمة، كما قدمت العديد من الأعمال التلفزيونية من أهمها: "عائلة الدوغري"، و"دموع في عيون وقحة"، و"شفيقة ومتولي،" و"البحث عن زوج"، و"الثلاثية" وغيرها. أما في المسرح، فلم يكن لمعالي زايد الرصيد الفني المتميز كما في السينما والتلفزيون ولم تقدم سوى عدد قليل من المسرحيات، من أهمها: "سكر زيادة" و"زقاق المدق"، ومسرحية بعنوان "عالم قطط"، لم تستمر سوى 13 يوماً فقط، ثم انسحبت الفنانة منها، ومن قبلها قدمت مسرحيتي "المهزلة الأرضية" و"أنا والحكومة". "الحياة" التقت زايد: في السنوات الأخيرة اقتصر وجودك الفني على الدراما التلفزيونية، فأين انت من الأعمال السينمائية؟ - وأين هي هذه السينما اصلاً؟ السينما الآن تمر بظروف صعبة على رغم كل ما يقال عن الانفراجات التي تمر بها. ورأيي في السينما المصرية الآن انها تمر بمرحلة تحول مهمة وخطيرة، وأنا عودت نفسي في مثل هذه المراحل على ان اترقب وأتأمل، وافكر في العمل الجدير بالتقديم للناس، ولكن في النهاية علينا أن نكون صريحين مع انفسنا، ونعترف بأن الإنتاج السينمائي لدينا إما اصبح قليلاً جداً، وإما اصبح يبحث عن الكوميديا الخفيفة والهشة، ومن ثم فالتلفزيون اصبح هو المجال الوحيد الذي يمنحني الفرصة الوحيدة للتشبع الفني، ففيه اقدم اعمالاً جيدة من خلال شخصيات مختلفة ومتباينة، سرعان ما تلتصق بالناس، لانها صادقة وموجودة في المجتمعات المصرية والعربية، وهناك شيء آخر يجعلني مقبلة على العمل التلفزيوني وهو أنه يمنحني الفرصة لتقديم ادوار تليق بي وبمكانتي وشكلي، والحمد لله أنني نجحت في تقديم اعمال جيدة. ولكنك في فترة من الفترات كنت إحدى نجمات السينما المصريات، فهل اختلاف الظروف السينمائية حالياً هو الذي دفعك إلى الهروب إلى التلفزيون؟ - أنا لم أهرب، ولكنني رأيت أن وجودي التلفزيوني سيكون أكثر احتراماً لي ولتاريخي، علماً بأنني في فترة ما، كان لي أكثر من فيلم ينتظر العرض من دون جدوى، وحتى هذه اللحظة لم تعرض هذه الأعمال جماهيرياً، ومنها فيلما "عنبر والألوان" مع حسين فهمي و"قدر امرأة"، وأنا أدرك الآن أن هذه الأعمال ليست على المستوى السينمائي الذي كنت أرغب به، ولكن كانت افضل ما عرض عليّ آنذاك، وهي أيضاً لا تمكن مقارنتها بمرحلتي السينمائية المزدهرة. وضع بين يدي الآن نصاً سينمائىاً جيداً وتأكد أنني سأقدمه فوراً، ولكن المشكلة أنه لم تعد هناك نصوص جيدة على الساحة، وهو ما دفعني إلى الإبتعاد عن السينما وسأعود اليها حين أجد العمل الجيد، فالآن ليست هناك مقولة النجم أو البطل، بقدر ما نجد أن الفيلم الجيد هو الذي يطرح نفسه، وليس هناك ازدهار إلا في الأفلام الكوميدية التي تحقق أرباحاً كبيرة. هناك اتهام آخر يقول إن معالي زايد لا تستطيع التعامل مع المسرح، فما هو رأيك؟ - هذا صحيح، لأنني فعلاً لا استطيع التعامل مسرحياً، فأنا أخاف من المسرح جداً، لأن شروط العمل فيه صعبة، وأولها أن يكون تعاملك مع فريق مترابط ومتفاهم ومؤمن ببعضه بعضاً، وإلا فقل على العمل المسرحي السلام، والمسرح بمقاييسه الحالية، والمقاييس التجارية بخاصة، سلاح ذو حدين، أولاً لأنه تجاري يدور في قالب فكاهي وموسيقى راقصة، أو لأنه يقدم شيئا غير محترم ومبتذل والمسرح التجاري الوحيد الذي استطيع الإعتراف بأنني احترمه هو مسرح الفنانين محمد صبحي وعادل إمام، ولكن الآن لا استطيع تقبل وقوفي على المسرح من جديد، بخاصة بعدما ان قدمت الكثير من الأعمال المسرحية الجيدة والناجحة، مثل "سكر زيادة"، و"المهزلة الأرضية" ليوسف إدريس، و"زقاق المدق" لنجيب محفوظ، وأخيراً مسرحية "أنا والحكومة" التي قدمتها سنة 1998 أمام فاروق الفيشاوي. رفضت تقديم "زقاق المدق" كنت من الفنانات القليلات اللواتي أعدن تقديم أعمال سينمائية شهيرة في رؤى تلفزيونية. ألم تخافي من المقارنة بين المسلسل والفيلم؟ - لا يمكن أن تكون هناك مقارنة أصلاً، لأن اختلاف الوسيلة يجعل الموضوع بالضرورة مختلفاً في تناوله ورؤيته، فدوري في ثلاثية نجيب محفوظ قدم في السينما من خلال ثلاث ممثلات مختلفات، كان لكل منهن طريقتها، واسلوبها، لكنني قدمت الدور وحدي بشكل واحد سمح بالتعمق أكثر.