الفنانة الاستعراضية شريهان نموذج متميز في مجال الاستعراض وتتميّز بالبساطة والتلقائية. قدمت العديد من الاعمال الفنية الاستعراضية في السينما والمسرح والتلفزيون، وشهد الاخير مولدها كفنانة استعراضية، اذ قدمت فوازير رمضان لسنوات عدة وكان نجاحها في هذه الفوازير تمهيداً لقيامها بأدوار البطولة المطلقة في العديد من الاعمال السينمائية والمسرحية الناجحة. شريهان حالياً لا تقدم للمشاهدين إلا اقل القليل من الاعمال، سواء في المسرح او السينما او التلفزيون. حاولت "الحياة" التعرف الى سبب هذه القلة، فكان الحوار التالي: ما سبب ابتعادك عن الساحة الفنية في الاشهر الماضية؟ - لا ارى انني ابتعدت عن الساحة الفنية في الفترة الماضية، لكنها كانت وقفة مع النفس، حتى ارى اخطائي ومميزاتي، وبذلك استطيع تجنب الاخطاء، وهذا في مصلحة ما سأقدمه من اعمال في الفترة المقبلة. عدد الافلام الذي قدمته شريهان في السينما لا يتناسب وتاريخها الفني؟ - لم ارض عن عدد من الادوار التي قدمتها في افلام سينمائية سابقة، ووجدت ان ثمة تقصيراً مني، فأتخذت قراراً بأن ابتعد تماماً عن المجاملة والمجازفة، وبذلك اصبحت استطيع ان افرق بين الجيد والرديء واحكم عليه وهي نظرة جديدة مني الى السينما. ما سر ابتعادك عن المسرح، رغم انك قدمت اعمالاً ناجحة جداً؟ - قدمت اعمالاً مسرحية ناجحة خلال مشواري الفني منها "سك على بناتك" مع الفنان الكبير فؤاد المهندس، وكذلك مسرحية "علشان خاطر عيونك"، وبعدهما "شارع محمد علي"، وكلها مسرحيات ناجحة اتمنى ان اجد نصوصاً مسرحية تشابها في جودتها، وتناسبني كفنانة استعراضية تقدم لوناً مميزاً من الفن الاستعراضي. هل تجدين فرقاً كبيراً بين ما نقدمه في مسرحنا وبين ما يُقدم من استعراض على خشبة المسرح العالمي؟ - لااعتقتد ان هناك فرقاً كبيراً، الفرق الوحيد في نظري هو امكانات خشبة المسرح، لكن الامكانات البشرية من فنانين وراقصين ومخرجين متساوية، ولذلك فعندما استعد لتقديم عمل مسرحي فلا بد من اختيار المسرح المناسب والمزوّد بالامكانات التي تساعدني على تقديم الاستعراض الجيد للجمهور الذي لا يقبل الا الفن الجيد. ازمة المسرح من وجهة نظر شريهان ما اسبابها؟ - تكمن ازمة المسرح لدينا في دور العرض، لذلك اعتبر ان اي فنان مسرحي يشيد مسرحاً جديداً يساهم في حل هذه المشكلة، ولدينا امثلة عدة مثل الفنان محمد صبحي والفنان عادل امام . لماذا توقف مشروع انشائك مسرحاً جديداً بعدما اعلنت عن ذلك مرات عدة؟ - فعلاً حاولت انشاء دار عرض مسرحي وسينمائي في شارع الهرم، ولكن المنتج سمير خفاجي كان أسرع مني في تنفيذ هذه الفكرة واقام مسرح "الزعيم" وحاولت مرة اخرى شراء مسرح "راديو" في شارع طلعت حرب، وفشلت المحاولة، وفي النهاية اشتريت مسرح وسينما "ريتس" في شارع عماد الدين، ودفعت مبلغ 8 ملايين و700 الف جنيه مصري ولا تزال مشكلته معلقة وذلك بسبب مشكلة بين المستأجر والمالك، وانتظر أن يحلها القضاء. هل ستعوق هذه المشكلة تقديمك عروضاً مسرحية جديدة في الفترة المقبلة؟ - بالتأكيد لن تعوقني اذا وجدت النص الملائم من ناحية الفحوى والاستعراض، لأنني اعشق المسرح الاستعراضي، واتمنى تقديم عمل مسرحي كل عام، وهناك حالياً فكرة لإعادة تقديم مسرحية "زقاق المدق" بشكل استعراضي واذا قدمت هذا العمل على المسرح الخاص بي، فسأتبع سياسة تخفيض سعر التذكرة للمشاهدين، وذلك اسوة بالفنان الكبير محمد صبحي الذي نادى بتخفيض سعر تذكرة المسرح مراعاة لدخل الأسرة العادية، وقد نجح في ذلك، وحقق ايضا ايرادات كبيرة، لانه يقدم الفن المحترم. ألا تخافين ان تفقدي نسبة من جمهورك بسبب غيابك؟ - ابتعادي عن الساحة الفنية يجعلني اخشى من ان افقد نسبة من جمهوري، ولكني اظن ان الافضل هو ان افقد نسبة بابتعادي ثم عودتي بعمل جيد من ان افقد جمهوري كله بقبولي أعمالاً رديئة دون المستوى. ارتبط جمهور المشاهدين بأعمالك التلفزيونية، ورغم ذلك انت بعيدة عن مسلسلات التلفزيون، فما الاسباب؟ - قدمت للتلفزيون مسلسلات ناجحة منها "الامتحان" و"حسن ونعيمة" وغيرها. وكانت هذه الاعمال من اسباب شهرتي واعتقد انني ادقق في اختياري لأي عمل تلفزيوني يعرض عليّ. واحدث الاعمال التي شاركت فيها في التلفزيون كان بعنوان "دمي ودموعي وابتسامتي"، وهو لم يعرض بعد على التلفزيون، لكنني غير راضية عن هذا المسلسل بسبب الظروف التي حصلت اثناء تصوير المسلسل، فقد كنت انتظر انجاب طفلتي "عواطف"، ولم أكن اعلم عند التعاقد على المسلسل انني حامل، واكتشفت ذلك في منتصف التصوير، وتغير شكلي وملامحي وأصبت بحالة نفسية سيئة لم تساعد على إخراج العمل كما كنت أتمنى. ولماذا ابتعدت شريهان عن الفوازير؟ - لم ابتعد عن الفوازير باختياري، لكن لها حكاية، فمنذ عام 1992، وبعدما انهيت فوازير "حاجات ومحتاجات"، بدأت في تحضير فوازير العام الجديد، وفضلت ان ابدأ مبكراً حتى استطيع ان اقدم عملاً جيداً، لكنني وجدت المسؤولين عن الفوازير يرفضون هذا الإعداد المبكر للفوازير، ويطلبون ان ابدأ فيه قبل بدأ "رمضان" بشهرين، فرفضت لضيق الوقت. وفي العام التالي حدثت المشكلة نفسها وفي عام 1996 لم يحدث اتصال من التلفزيون المصري لذلك الغرض. وبعد إنجابي ابنتي، طلب مني الشيخ صالح كامل تقديم فوازير في راديو وتلفزيون العرب لكن اجّلنا العمل لأن الفكرة تحتاج الى وقت كبير لخروجها في افضل شكل. لماذا ترفض شريهان تقديم الاعلانات رغم انها الموضة التي يسير على دربها عدد كبير من نجوم الفن؟ - ارفض تقديم الاعلانات دائماً، وقد عرض عليّ أكثر من مرة باغراءات مادية كبيرة، لكنني رفضت، ويرجع سبب رفضي الى انني اعتبر الاعلان لمصلحة الشركة المنتجة فقط، وليس للفنان، لأنه يساعد على حرق الفنان امام جمهوره. وأنا اعتبر الفن رسالة وهدفاً. ما أهم الجوائز الفنية في حياة شريهان؟ - الجائزة التي اعتز بها هي جائزة عن دوري في فيلم "الطوق والاسورة" من مهرجان نانت الفرنسي وقد تنبأت لي سيدة الشاشة فاتن حمامة بهذه الجائزة قبل حصولي عليها وقت كنا معاً في المهرجان. اما الجائزة الحقيقية التي اعتز بها فهي حب الجمهور الذي يساوي الكثير. ماالأعمال الفنية التي تعتزين بها خلال مشوارك الفني؟ - هناك "الفوازير" ومسلسل "دعوني اعيش" وافلام "العذراء والشعر الابيض" و"الطوق والاسورة" و"شارع السد" و"قفص الحريم" و"كريستال" و"خلي بالك من عقلك". ما أحدث أخبارك؟ - استعد لتقديم مجموعة من الاعمال الاستعراضية، وبيعها للقنوات الفضائية ليخصص ريعها لمساعدة الاطفال المنكوبين في العراق وفلسطين والسودان، وهذه الاعمال على شكل رسالة حب وسلام. هناك ايضا فيلم بعنوان "شبر ميه" سأقوم ببطولته وهو من تأليف ماهر عواد.