حضت روسيا أمس إيران على التزام الاتفاقات الدولية حول نزع الأسلحة النووية، وذلك في مؤشر جديد على أن موسكو تعيد تقويم تعاونها المثير للجدل مع طهران. والتقى نائب وزير الخارجية الروسي جورجي محمدوف السفير الإيراني في موسكو بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش أن طهران تشكل "خطراً غير عادي واستثنائياً"، وتجديده العقوبات التي تحظر على الشركات الأميركية والمواطنين الأميركيين عقد أي صفقات نفط مع إيران. وكان البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية أعلنا في وقت سابق من هذا الأسبوع أن المخاوف الأميركية من برنامج إيران النووي ازدادت بعد المعلومات الأخيرة التي تفيد بأن جهود إيران وصلت إلى مرحلة أكثر تقدماً مما كان يعتقد. ولم تول روسيا اهتماماً لتلك المخاوف، إلا أن تغيراً في موقف موسكو بدأ في الظهور بعدما صرحت طهران أنها قد لا تعيد إلى روسيا الوقود النووي المستهلك في مفاعل بوشهر النووي الذي يقوم على بنائه أخصائيون روس. وأجرت وزارة الطاقة الذرية الروسية مفاوضات مع إيران على مدى أشهر لكي تعيد الوقود الذي زودتها به روسيا وذلك للتأكد من أن طهران لن تحاول إعادة معالجة ذلك الوقود لصنع قنابل نووية. إلا أن إيران أوضحت هذا الشهر أنها ستعيد معالجة مخلفات الوقود النووي لوحدها مما يضع روسيا في موقف حرج مع استمرارها في تبرير تعاونها النووي مع إيران التي تصفها الولاياتالمتحدة بأنها "دولة خارجة على القانون". وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن محمدوف أبلغ السفير الإيراني غلام رضا شافعي أن موسكو "أوضحت أهمية توقيع إيران البروتوكولات الإضافية لاتفاق وكالة الطاقة الذرية الدولية". وأضاف أن روسيا تصر على أن تعاونها النووي مع إيران "سلمي محض". وضمت واشنطن الثلثاء الماضي صوتها الى صوت وكالة الطاقة الذرية الدولية في دعوة ايران الى توقيع بروتوكول جديد مع الوكالة توافق بموجبه على زيادة اعمال التفتيش وتوسيع عمليات المراقبة لمواقعها النووية. واعلنت ايران الاسبوع الماضي انها تنوي تشغيل منشأة لتحويل اليورانيوم قرب مدينة اصفهان وهي خطوة وصفتها وسائل الاعلام الاميركية بأنها ستؤدي الى انتاج غاز هكسافلورايد اليورانيوم المستخدم في عمليات تخصيب اليورانيوم. وذكرت صحيفة "تايم" ان وكالة الطاقة استنتجت ان ايران استخدمت غاز هكسافلورايد اليورانيوم في اجهزة الطرد المركزي في موقع سري لاختبار كفاءتها.