نقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي أمس عن أوساط في الإدارة الاميركية انها تتوقع من الحكومة الاسرائيلية اتخاذ خطوات في اتجاه تخفيف المعاناة الانسانية لفلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة من شأنها ان تعزز مكانة المرشح لمنصب رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وتسهل عليه القيام بمهماته بعد تسلمه المنصب الجديد. وتابعت الاذاعة ان المسؤولين الاميركيين لا يتحدثون عن تقديم اسرائيل تنازلات سياسية أو اخرى قد تمس بأمنها "انما القيام بخطوات ملموسة ميدانياً تكون بمثابة تعويض ايجابي أو مكافأة على تعيين أبو مازن". ولم تورد الاذاعة موقف تل ابيب من الطلب الاميركي، لكنها توقعت تجاوباً معه "في حال سمحت الظروف الأمنية بذلك". وأشارت الى تحفظ المسؤولين الاسرائيليين لدى ترحيبهم بالتعيين لخشيتهم من ان يبقي الرئيس ياسر عرفات الصلاحيات الأمنية والتفاوضية في يديه "وحينها لا رجاء من تعيين أبو مازن"، حسب ما قاله وزير الخارجية سلفان شالوم. وقالت الوزيرة تسيبي لينبي ان الطلب الاميركي يتلاءم مع المصالح الاسرائيلية التي ترى "ضرورة تعزيز القوى البديلة لعرفات". واعتبر الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف اختيار أبو مازن امتحاناً له وللفلسطينيين عموماً في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة. واشاد بالمواقف التي ابداها أبو مازن اكثر من مرة والتي تعارض تنفيذ "عمليات ارهابية" تجلب الكوارث على الفلسطينيين أنفسهم، مضيفاً انه يرجو ان يستوعب الفلسطينيين هذه المواقف. وتابع ان استئناف المفاوضات مرهون بمدى نجاح أبو مازن في العمل على وقف الارهاب أو خفض ناره بصورة ملحوظة. وختم بتذكير الفلسطينيين بأن "مواصلة الارهاب لن تمكنهم من اقامة دولة فلسطينية". وقال رئيس الحكومة السابق ايهود باراك أن أبو مازن أو غيره سيُمتحن بمدى استعداده لاتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة "وان يكون مختلفاً عن عرفات الارهابي" الذي رفض التوقيع أو القبول بالاقتراحات الاسرائيلية في كامب ديفيد في صيف العام 2000 لأنها لم تتضمن استعداداً اسرائيلياً للقبول بحق عودة اللاجئين، و"أصر على عدم التنازل عن هذا الحق"، كما لم تشمل تنازلاً اسرائيلياً عن مواصلة السيطرة على "جبل الهيكل" المسجد الأقصى المبارك. ودعا باراك، زعيم حزب "العمل" السابق الذي هزم أمام رئيس الحكومة الحالية آرييل شارون في انتخابات العام 2001، الحكومة الى رفض "خريطة الطريق" وتحديداً معار ضة اقامة دولة فلسطينية موقتة "وهذه وصفة خطيرة للغاية" لأن من شأن الاعتراف الاسرائيلي والدولي بها ان يبقي مسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين على بساط البحث. ودعا أقطاب حزب "العمل" الى دعم رؤية الرئيس جورج بوش في شأن حل النزاع والتي تشترط اقامة دولة فلسطينية بإدخال اصلاحات على السلطة الفلسطينية واستبدال عرفات والقضاء على حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي". وانتقد باراك في حديثه الى اذاعة الجيش دعوة الزعيم الحالي ل"العمل" عمرام متسناع الحكومة الى اخلاء المستوطنات في قطاع غزة واخرى مبعثرة في الضفة الغربية، وقال ان المطلوب الآن اعداد خطة طوارئ لتسريع العمل في بناء السياج الأمني الفاصل "الذي سيحول دون وقوع عمليات انتحارية داخل اسرائيل، لكنه لن يحد من نشاطات الجيش في المناطق الفلسطينية.