خلافاً للصعوبات الديبلوماسية أمام الداعين الى الحرب، يبدو الوضع الميداني اكثر تسارعاً باتجاه اقتراب موعدها. هذا ما يستشعره القريبون من الجبهات هنا في شمال العراق، إذ صار مؤكداً أن ثلاث مهابط للطائرات أعيد تأهيلها قوات خاصة اميركية: مهبط حرير في مدينة اربيل وباكرجو في السليمانية وبامرني القريب من الحدود مع تركيا. ولم يعد أي مسؤول كردي ينفي حقيقة وجود فرق من الجيش الاميركي في الجبال الكردية. والمتكتم منهم يقول ان الوجود الاميركي يقتصر على خبراء وضباط رصد واتصالات، وسألت "الحياة" مسؤولاً رسمياً كردياً هل توجد قوات اميركية على أرض الاقليم، فقال "لا استبعد ذلك". هذا فيما صار مصادفة الصحافيين جنوداً اميركيين في ثكن البشمركة وفي مواقعهم أمراً شبه مألوف. على الجهة الأخرى من الجبهة أيضاً يتم التحضير للحرب وكأنها ستقع قريباً. اذ أكد قادمون من مدينة كركوكالعراقية ل"الحياة" ان قوات الحرس الجمهوري العراقي سحبت الأسلحة من العشائر الكردية في المدينة، تلك التي قام النظام بتسليحها، والتي يطلق عليها أكراد شمال العراق اسم "الجاش" أو "الجحوش"، فيما يسميها النظام اسم "الأفواج الخفيفة". وربط القادمون الخطوة العراقية بمخاوف بدأت تنتاب سلطات بغداد من تكرار سيناريو انتفاضة العام 1991 فور بدء الحرب، فآنذاك شاركت عشائر سلحها النظام في الانتفاضة ضده. وأكد القادمون من كركوك صحة الأخبار عن منع التجول مساء في المدينة، وعن طلب السلطات من السكان ترك أبواب منازلهم مفتوحة في حال بدء الحرب حتى يتسنى لأي جندي دخولها ساعة يشاء. وتحدثوا ايضاً عن روائح نفط تنبعث قوية من المدينة مصدرها على الأرجح تلك الانفاق المستحدثة حول كركوك والتي قد تكون قد عبأت نفطاً. اما البئر التي انفجرت فيها قنبلة قبل أيام فرجح نازح من كركوك الى اربيل ان سبب انفجارها خطأ حصل اثناء تلغيمها، وأشار الى انها ما زالت مشتعلة حتى اليوم. الى ذلك واصلت مصادر في الاتحاد الوطني الكردستاني وفي الحزب الديموقراطي الكردستاني التكتم على خبر لجوء ضابط عراقي كبير الى المناطق الكردية، اذ رفضت نفيه أو تأكيده. وعزا مسؤول عسكري في "الاتحاد" تكتم الحزبين على الخبر وعلى اسم الضابط، في حال كان الخبر صحيحاً، الى ان الاعلان عنه قد يكشف نيات ضباط آخرين ربما كانوا يجرون اتصالات بالأحزاب الكردية للفرار الى مناطقها. واكد مسؤول عسكري ان ضباطاً عراقيين كثراً باشروا اتصالاتهم بأطراف المعارضة وأبلغوا رغبتهم في الانشقاق عن الجيش فور بدء العمليات. وفي مدينة صلاح الدين مقر الزعامة البارزانية باشرت امس قيادة المعارضة العراقية، وعلى رأسها مسعود بارزاني وجلال الطالباني وأحمد الجلبي، اجتماعات تركزت على متابعة نتائج مؤتمر المعارضة. وكذلك تطرق المجتمعون الى مسألة تأزم العلاقة بين الأطراف الكردية وتركيا خصوصاً في ضوء تشكيل رجب طيب أردوغان الحكومة، ورشح من الاجتماع الذي منع الصحافيون من تغطيته معلومات عن تشكيل وفد من المعارضة العراقية للتوجه الى أنقرة. على صعيد آخر أعلنت نقابة الكيميائيين الكردستانيين عن صنع قناع للوقاية من الأسلحة الكيماوية اطلقت عليه اسم "القناع الكردي". وبحسب اعضاء النقابة الذين اعلنوا هذا الخبر في مقرهم في اربيل، فإن 70 في المئة من المواطنين الاكراد سيتمكنون من الاستفادة من هذا القناع، في حال هجوم كيماوي. وأعلن عضو في النقابة ان القناع صنع بالاستفادة من الخبرات المحلية.