استحدثت الجامعة الافتراضية السورية Syria Virtual University - SVU في عام 2002، وتعتبر الأولى من نوعها في الشرق الأوسط والمنطقة العربية في اعتماد نظام التعليم الافتراضي. ويتواصل الطالب في هذا النظام مع الجامعة التي يدرس فيها من طريق شبكة الإنترنت. وتمكنه بيئة افتراضية معدة مسبقاً من متابعة الدروس والمحاضرات والتطبيقات العملية بالتعاون مع طاقم داعم من الأساتذة المرشدين. وتمنح الجامعة شهادة رسمية معترفاً بها عالمياً. ويرى البعض ان الجامعة الافتراضية السورية ربما تتيح الفرصة مجدداً ليأخذ التعليم العالي في سورية دوره الريادي في المنطقة الذي فقده خلال العقدين الأخيرين بسبب تأخر نوعية التعليم وتقاعسه عن مواكبة التطور. وتشير رئيسة فريق التسوق ربى ابو زيد الى ان المئات زاروا مكاتب الجامعة بعد تدشينها من الرئيس بشار الأسد العام الماضي. وتقدم العشرات للتسجيل في السنة التحضيرية prep. year. وسيتم في هذه السنة تأهيل الطلاب في اللغة الإنكليزية للحصول على شهادة التوفل المطلوبة كشرط للقبول في الجامعات الأجنبية. وبلغ عدد الطلاب المسجلين في السنة التحضيرية 349 طالباً منهم 25 طالباً يعيشون خارج سورية لبنان، الإمارات، الأرجنتين، الكويت، الولاياتالمتحدة الأميركية، تونس، الجزائر، السعودية وهم يحملون جنسيات خمس دول هي اللبنانية، السعودية، الروسية، الكويتية، المغربية اضافة الى الجنسية السورية. صعوبات وعلى رغم كل هذا الاهتمام الإعلامي بالجامعة الافتراضية، ما لبث ان ظهر الكثير من الصعوبات التي تعترض عملها، وإذا تجاوزنا بعض الآراء التي تعرضت الى عدم جدوى هذه الجامعة في بلد ما زال يحبو نحو التطوير فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل ان البنية التحتية للاتصالات في سورية ما تزال مترهلة وقاصرة عن تقديم الكثير من الخدمات التقنية. وتبدو بنية الاتصالات عاجزة عن مواكبة الجامعة التي ترتكز الى الشبكة الإلكترونية في اداء عملها. وفي اجتماع موسع عقد اخيراً في مقر الجامعة، تحدث الطلاب المسجلون عن تلك الصعوبات بكل صراحة، وخصوصاً في ما يتعلق بتوفير الاشتراك في خدمة الإنترنت لهم. ويقول الطالب نورس عامر: "على رغم انني سجلت في الجامعة الافتراضية إلا انني لا أملك اشتراكاً بخط الإنترنت، إذ ان الاشتراك في خادم Server الجمعية المعلوماتية السورية مقتصر على النقابيين، اما بالنسبة الى خادم مؤسسة الاتصالات فقد سجلت في الدور منذ 5 اشهر ولا أزال في قائمة الانتظار حتى الآن". ويضيف طالب آخر ان "الاتصال بالإنترنت بطيء جداً ولا يتجاوز في احسن حالاته 40 كيلوبايت في الثانية، كما ان الاتصال كثيراً ما ينقطع اثناء العمل وتحميل المعلومات ويجبرنا ذلك على هدر مزيد من الوقت للولوج من جديد الى الأماكن التي كنا فيها".