القدس المحتلة - "الحياة"، اب ، روتيرز، اف ب - نفى مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بقوة انباء اوردتها صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ومفادها ان الاردن لا يفضل حضور نتانياهو جنازة الملك حسين. وجاء في بيان شديد اللهجة اصدره مكتب نتانياهو امس ان الحكومة الاردنية "نفت بشدة الانباء الكاذبة في الاعلام الاسرائيلي" بان حضور نتانياهو غير مرغوب فيه، مشيرا الى الى ان دعوة رسمية وجهت اليه وانه سيحضر الجنازة. كذلك اعلن مكتب الرئيس الاسرائىلي عيزر وايزمان في بيان انه سيحضر الجنازة. واشاد نتانياهو بالملك حسين في ختام اجتماع استثنائي لحكومته، ووصفه بانه "قائد شجاع وصديق مخلص" لاسرائيل. وكانت جلسة الحكومة افتتحت بالوقوف دقيقة صمت ناقش بعدها الوزراء الاجراءات المتخذة للجنازة والاحتمالات السياسية لغياب العاهل الاردني. وخصص التلفزيون والاذاعة الاسرائيليان برامجهما للحدث في حين قررت الحكومة تنكيس الاعلام فوق الكنيست حزنا. وفي حركة لافتة، قام الزوجان الاسرائيليان روحاما وشيمون كوهين اللذان فقدا ابنة لهما عام 1997 عندما اطلق جندي اردني النار على تلامذة اسرائيليين كانوا يقومون برحلة سياحية عند الحدود، باطلاق اسم "الاردن" على ابنة جديدة لهما ولدت قبل اسبوع. وسيرأس وايزمان ونتانياهو الوفد الذي سيتوجه الى الاردن لحضور الجنازة ويضم وزير الخارجية ارييل شارون ورئيس الكنيست دان تيخون. واعلنت الاذاعة الاسرائيلية ان الوفد سيضم ايضا رئيسا الوزراء السابقين شمعون بيريز واسحق شامير والزعيم العمالي المعارض ايهود باراك. وضمن ردود الفعل على وفاة الملك حسين، قال ديفيد بار ايلان الناطق باسم نتانياهو ان غياب العاهل الاردني اصاب اسرائيل وجميع سكانها بالحزن. واضاف: "انه يوم حداد بالنسبة الى اسرائيل وجميع سكانها. الحسين كان اكثر الشخصيات الاجنبية شعبية في اسرائيل". واصدر الرئيس الاسرائيلي امس بيانا قال فيه ان "الملك حسين هو احد اهم قادة القرن العشرين وجندي شجاع حارب من اجل السلام ورجل بارع وكريم ورمز لحسن الجوار". واعتبر رئيس الكنيست ان العاهل الاردني "فتح الباب امام السلام ولم يسمح باعادة اغلاقه، لذلك سنفتقد هذا الرجل المثالي". وتوقع مسؤولون ومحللون اسرائيليون ان يمر انتقال السلطة في عمان بسلاسة ورأوا ان العلاقات مع الاردن ستظل مستقرة في عهد ابنه الملك عبدالله. وفي هذا الاطار، اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز امس عن قناعته بان الوضع سيبقى مستقرا في الاردن بعد غياب الملك حسين. وقال للاذاعة الاسرائيلية ان "الامير عبدالله تلقى تربية والده نفسها وهو يلتزم التقليد الهاشمي ويعي المخاطر التي تهدد بلاده بالاضافة الى امكاناتها، لذا فان انتقال السلطة سيتم على نحو طبيعي". واضاف: "ستحافظ العائلة المالكة على وحدتها لان اي انقسام قد يهدد السلالة". واعتبر انه لا مصلحة للاردن في اعادة النظر في اتفاق السلام مع اسرائىل. واعتبر باري روبن المحلل في مركز بيغن والسادات للدراسات الاستراتيجية الاسرائيلي: "هناك اعتبارات متعلقة بتأثير العوامل الجغرافية والاقتصادية والبشرية على سياسة الدولة الخارجية ستضمن استمرار السياسة كما هي". واضاف: "القرارت الصعبة اتخذت وانتهت اثناء فترة حكم الملك حسين". لكن المحلل في صحيفة "يديعوت احرونوت" شمعون شيفر توقع عودة وجهة النظر الاسرائيلية الداعية الى اعتبار ان الاردن هو فلسطين. واعتبر انه في الايام المقبلة سيستمر الحديث في اسرائيل عن ضرورة الحفاظ على الاستقرار وضمان استمرار السلالة الهاشمية، لكنه اضاف ان الامور ستتغير قريبا عندما يصبح كل شيء خاضعا لاعادة تقويم لميزان القوة في المنطقة. وقال ان مفاوضات المرحلة النهائية مع الفلسطينيين ستعيد طرح مفاهيم قديمة بين سياسيين اسرائىليين منها ان الاردن هو فلسطين، مشيرا الى ان الملك حسين نجح في ازاحة هذا الخيار عن طاولة المفاوضات بسبب علاقاته الوثيقة مع القيادة الاسرائيلية وتحديدا رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين.