علمت "الحياة" أن اتجاهاً برز لعقد القمة العربية مطلع الشهر المقبل في مدينة شرم الشيخ التي كانت في السنوات الأربع الماضية مسرحاً لأكثر من قمة دولية وإقليمية. وأفادت مصادر مطلعة أن السعي إلى عقد القمة هناك "لكون المدينة ارتبطت بدعاوى السلام ونبذ الحرب"، مشيرة إلى أن القاهرة تسعى إلى إتاحة ظروف مناسبة للزعماء العرب لصياغة مشروع عربي يتعلق بالتعاطي مع الحرب الأميركية المحتملة ضد العراق "في مناخ ملائم بعيدًا عن الضغوط النفسية التي ترافق عادة عقدها في العاصمة". وقالت أن اتصالات تجرى في هذا الشأن بين أكثر العواصم، وأن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس حسني مبارك إلى ألمانيا وفرنسا بدءاً من 17 الجاري "ستسهم في خروج المشروع العربي متوافقاً مع مواقف أوروبية عبرت عنها الدولتان تجاه الحرب". وأضافت أن اللقاءات والاتصالات الثنائية، ومنها لقاء مبارك مع العاهل الأردني الملك عبد الله أمس ولقاؤه اليوم مع الرئيس السوري بشار الأسد "تساهم في بلورة المواقف العربية وصياغتها". وأبلغ مسؤول اردني رفيع المستوى "الحياة" ان "الاردن والسعودية ومصر لا ترى مبرراً لتقديم موعد القمة العربية قبل صدور قرار جديد لمجلس الامن يعبّر بوضوح عن السماح باستخدام القوة ضد العراق". وكشف ان "الدول الثلاث شكّلت محوراً ثلاثياً للتنسيق بينها حيال الازمة العراقية، وان وجهات نظرها متطابقة تماماً ازاءها". واوضح ان وزراء خارجية الدول الثلاث السعودي الامير سعود الفيصل والاردني مروان المعشر والمصري احمد ماهر "سيطالبون خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة في 16 الجاري عدم بت موعد القمة ومكانها الى حين وضوح موقف مجلس الامن من الحرب على العراق". واضاف ان الرياض وعمان والقاهرة "لا ترى سبباً لتقديم موعد القمة الى نهاية هذا الشهر، لأن الموقف الدولي الآن، وحتى الاميركي، يعتقد بوجوب صدور قرار ثان عن مجلس الامن يسمح صراحة بشن حرب على العراق ونزع اسلحته بالقوة". وعلى رغم التحفظ عن طرح مسألة تنحي الرئيس العراقي صدام حسين، إلا أن مراقبين في القاهرة لم يستبعدوا أن يتضمن المشروع العربي رسالة إلى صدام "فيها تفاصيل عن ضمانات له ولمعاونيه وأفراد أسرته إذا قرر القيام بهذه الخطوة". لكن مصادر سياسية أكدت أن الرسالة لن تحوي طلباً صريحًا الى صدام بالتنحي وإنما ستعتمد على إشارات شبيهة بما قاله وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أخيرًا ب "أن الحرب لن تقع إذا خرج صدام"، وشددت على أن عقد القمة في شرم الشيخ "سيكون ملائماً لكي يخرج المؤتمر برسالة سلام إلى جميع الأطراف الفاعلة في الأزمة، وذلك بالتأكيد على واشنطن لمنح الزعماء العرب فرصة كافية للعمل على تجنب الحرب وفي الوقت نفسه السعي لدى صدام لإقناعه بتبني مخرج سياسي وسلمي للأزمة".