سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خسائر متلاحقة في نيويورك وطوكيو وبورصات أوروبا تقترب من أدنى مستوياتها في 6 أعوام . المخاوف السياسية تطغى على المعطيات الاقتصادية في أسواق الأسهم الدولية
فشلت بيانات الوظائف والبطالة في الولاياتالمتحدة، التي جاءت أفضل من توقعات الاقتصاديين، في انعاش اسواق الاسهم الدولية الاسبوع الماضي، إذ واصلت تراجعها نتيجة القلق من شن حرب ضد العراق وتجدد التوتر بين الهند وباكستان والقلق من برنامج كوريا الجنوبية النووي. قال محللون ان الاحتمالات المتزايدة لاقتراب موعد شن واشنطن حربلً على العراق لإطاحة الرئيس صدام حسين طغت على اسواق الاسهم الدولية في الاسبوع الماضي عوضاً عن المعطيات الاقتصادية، اذ لم تتجاوب الاسواق مع ارتفاع عدد الوظائف الجديدة في الولاياتالمتحدة وتراجع معدل البطالة. وكانت حركة التداول محدودة قبل عطلة نهاية الاسبوع فيما تطلع المستثمرون الى المحطة المهمة المقبلة على طريق الحرب التي من المحتمل ان تشنها الولاياتالمتحدة ضد العراق بعد ان صعد الرئيس الاميركي جورج بوش احتمالاتها الليلة الماضية بتحذيره للرئيس العراقي صدام حسين من ان "اللعبة انتهت". ومن المقرر ان يتحدث هانز بليكس رئيس فرق المفتشين الدوليين في العراق ومحمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية امام مجلس الامن في 14 شباط فبراير الجاري في شأن مدى التزام بغداد بمطالب نزع السلاح. وأعلنت الحكومة الاميركية يوم الجمعة الماضي ان عدد الوظائف الجديدة خلال شهر كانون الثاني يناير الماضي سجل اسرع معدل نمو منذ أكثر من عامين، في الوقت الذي انخفض فيه معدل البطالة الى 5.7 في المئة مسجلاً أدنى مستوى منذ اربعة شهور. وقالت وزارة العمل الاميركية في تقرير عن سوق العمل ان عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية زاد بمقدار 143 الفاً في كانون الثاني بعد انخفاضه 156 الفاً في كانون الاول ديسمبر الماضي. وهذه أكبر زيادة في الوظائف منذ تشرين الثاني نوفمبر عام 2000 قبل حلول الركود الذي شهده الاقتصاد عام 2001. وانخفض معدل البطالة بواقع ثلاثة اعشار النقطة المئوية من مستوى ستة في المئة في كانون الاول الماضي ليسجل أدنى مستوى منذ ايلول سبتمبر الماضي. وكان الاقتصاديون يتوقعون ان تبلغ الزيادة في الوظائف 70 الفاً فقط وان يبقى معدل البطالة مستقراً على ستة في المئة. وقال محللون ان ارقام الوظائف توحي باحتمال ان يكون انتعاش اكبر اقتصادات العالم قاطبة قد عاد الى مساره. وقال بيتر اوستلر رئيس الابحاث في شركة "مان فاينانشال" للوساطة في قطاع العقود الآجلة: "هذه ارقام سارة لكنها تحد بعض الشيء من توقعات تعافي البطالة". إلا ان بعض الخبراء اصروا على ان الاقتصاد العالمي ما زال يستند على قاعدة هشة وان صانعي السياسات اخطأوا الهدف بخفضهم لأسعار الفائدة بدلا من تبني عمليات سوق مفتوحة اكثر قوة او حتى طبع النقود. وقال مايكل هويل رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة "كروسبوردر كابيتال" للاستشارات الاستثمارية: "البنوك المركزية تتبنى مستويات مستهدفة لاسعار الفائدة في الوقت الذي يتعين فيه عليها ان تتبنى مستويات مستهدفة لحجم السيولة المتداولة. ان ما يريده الناس هو السيولة النقدية لا الائتمان". وتابع: "ستظل الأسواق فاترة حتى يكون في وسع البنوك ضخ المزيد من السيولة النقدية في المنظومة الاقتصادية. لا يوجد دليل يذكر على ان هذا الامر يحدث الان خصوصاً في اوروبا". وكان بنك انكلترا المركزي يوم الخميس الماضي اول بنك من البنوك المركزية في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى يخفض اسعار الفائدة بعد ان خفض مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي والبنك المركزي الاوروبي اسعار الفائدة في كانون الاول ديسمبر. نيويورك وسجلت اسعار الاسهم في بورصة نيويورك الاسبوع الماضي تراجعاً للاسبوع الرابع على التوالي، اذ بدد التهديد بشن حرب ضد العراق وتنامي التوقعات الحذرة للشركات من التفاؤل الذي شاع في حي المال في نيويورك وول ستريت عقب اعلان بيانات الوظائف والبطالة القوية. وبعد ان افتتحت سوق نيويورك يوم الجمعة الماضي بارتفاع مؤشر "داو جونز"، اقفلت السوق بخسارة، إذ غلق مؤشر "داو جونز" لاسهم الشركات الصناعية الكبرى منخفضاً 65.07 نقطة، أي بنسبة 0.82 في المئة إلى 7864.23 نقطة. كما هبط مؤشر "ستاندارد آند بورز 500" الاشمل 8.46 نقطة وبنسبة 1.01 في المئة الى 829.69 نقطة. وتراجع مؤشر "ناسداك" المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 19.26 نقطة وبنسبة 1.48 في المئة الى 1282.47 نقطة. وعلى مدار اسبوع التداول الماضي هبط "داو جونز" بنسبة 2.4 في المئة و"ناسداك" بنسبة 2.9 في المئة و"ستاندارد آند بورز" بنسبة 3.1 في المئة. وقال محللون ان مخاوف الحرب تطغى على المعطيات الاقتصادية الاخيرة، التي جاءت أفضل من المتوقع ومن بينها بيانات الوظائف الاميركية وبيانات الانتاج الصناعي العالمية. وتوقعوا انتعاش الاقتصاد العالمي فور حسم المسألة العراقية. وقال بريان بيرز رئيس تعاملات الاسهم في مؤسسة "فيكتوري كابيتال مانجمنت": "من الصعب الاكتفاء بالبحث في اساسيات السوق الآن. لا يمكن تفسير الوضع الحالي في السوق من دون وضع مسألة العراق في الاعتبار. والى ان تنتهي هذه المسألة فكل ما يراه الناس هو الضباب الذي يلفنا الان". اوروبا أغلقت اسهم الشركات الاوروبية الكبرى في نهاية الاسبوع الماضي على هبوط واقتربت من ادنى مستوياتها في ستة أعوام، اذ تجاهل المستثمرون بيانات الوظائف الاميركية الداعية للتفاؤل وركزوا على تنامي التهديدات بشن حرب ضد العراق والتوقعات الخاصة بأرباح الشركات التي ما زالت تتسم بالفتور. وقال روبرت كير الخبير المتخصص في استراتيجيات الاسهم الاوروبية في مصرف "بنك اوف اميركا": "السوق ليست في مزاج يتيح لها التفاعل مع الانباء الطيبة. انها تمر بنوبة من نوباتها السلبية الدورية". وتراجعت اسعار الاسهم في قطاع شركات السيارات بعد اعلان شركة "فولفو" السويدية للشاحنات توقعات متشائمة لارباحها في المستقبل اثر اعلانها نتائج مالية افضل من المتوقع عن الربع الاخير من العام الماضي. كما هوت اسعار اسهم الشركات النفطية الكبيرة مثل شركتي "ريبسول" الاسبانية و"توتال فينا الف" الفرنسية، في استمرار للخسائر التي تكبدتها يوم الخميس الماضي بعد ان اشاعت الارباح القوية التي اعلنتها مجموعة "رويال داتش/ شل" البريطانية الهولندية مخاوف من احتمال ان تكون ارباح الشركات النفطية قد وصلت الى ذروتها وانها تتأهب للهبوط. وأغلق مؤشر "يوروتوب" الاوروبي العام المؤلف من اسهم اكبر 300 شركة اوروبية منخفضاً بنسبة 0.92 في المئة الى 774.19 نقطة، فيما هبط مؤشر "ستوكس" الأضيق نطاقاً والمؤلف من اسهم اكبر 50 شركة في منطقة اليورو التي تضم في عضويتها 12 دولة بنسبة 1.67 في المئة الى 2133.60 نقطة. وبذلك يكون مؤشر "يوروتوب" قد هبط بنسبة ثلاثة في المئة تقريباً خلال اسبوع التداول الاخير، كما انه لا يزيد سوى نحو ثلاث نقاط فقط عن ادنى مستوى اقفال منذ نحو ستة أعوام الذي هوى اليه في الاسبوع قبل الماضي. وفاق اداء مؤشر "فاينانشال تايمز" المؤلف من اسهم الشركات البريطانية المئة الكبرى بقية مؤشرات الاسهم الاوروبية واغلق مستقراً، الا ان مؤشري الاسهم السويسرية والهولندية هبطا مجدداً الى ادنى مستوياتهما منذ ستة اعوام. وسجل مؤشر "ستوكس" لاسهم شركات السيارات اكبر خسارة على مستوى القطاعات بتهاويه بنسبة 2.8 في المئة بعد اعلان شركة "فولفو" ثاني اكبر شركات صناعة الشاحنات في العالم انها لا تتوقع تعافياً سريعاً في اسواقها الرئيسية. وهوى سهم "فولفو" بنسبة 4.1 في المئة كما هبط سهم شركة "دايملر كرايسلر" اكبر شركة لصناعة الشاحنات في العالم، التي ستعلن حجم مبيعاتها من الشاحنات في 20 شباط فبراير، بنسبة 3.5 في المئة. كما كانت التداعيات الخاصة بصعود حجم الالتزامات التي تفتقر الى التمويل في بند المعاشات امراً آخر باعثاً على القلق بعد اعلان وكالة "ستاندرد اند بورز" العاملة في مجال التصنيف الائتماني ان تلك الالتزامات مماثلة للديون وانها تشكل خطراً متنامياً قد يؤدي بها الى خفض تصنيفاتها الائتمانية لنحو 12 شركة. ومن بين الشركات المدرجة في قائمة "ستاندرد اند بورز" في هذا المضمار شركة "بيلكينغتون" البريطانية لصناعة الزجاج وشركة "رولز رويس" البريطانية لصناعة المحركات المستخدمة في قطاعي الطيران والفضاء. كما كانت أسهم شركات التأمين مثل شركتي "ايغون" الالمانية و"بالويس" السويسرية من بين اكبر الخاسرين على مستوى اسهم الشركات الكبرى، اذ احجم المستثمرون عن القطاعات المتقلبة التي ينوء كاهلها باستثمارات كبيرة في البورصات. وكانت الشركات العاملة في قطاع تشغيل شبكات الهواتف الثابتة من بين اكبر الرابحين على مستوى الاسهم الكبرى، اذ واصل قطاع الاتصالات تفوقه على القطاعات كافة في استمرار لادائه منذ بداية السنة الجارية وحتى الآن. وقفز سهم شركة الاتصالات البريطانية "بي تي" بنسبة 1.3 في المئة. وهبط سهم مصرف "دويتشه بنك" اكبر البنوك الالمانية قاطبة بنسبة 3.7 في المئة بعد ان خالفت ارباح البنك عن الربع الاخير من العام الحالي التوقعات. وأغلق مؤشر "فاينانشال تايمز 100" مرتفعاً 2.2 نقطة أي بنسبة 0.06 في المئة الى 3599.2 نقطة. وفي فرانكفورت اغلق مؤشر "داكس" الألماني منخفضاً بنسبة 3.01 في المئة أي 79.66 نقطة الى 2569.34 نقطة. وفي باريس اغلق مؤشر "كاك" للاسهم الكبرى منخفضاً بنسبة 1.39 في المئة، اي 39.52 نقطة الى 2796.66 نقطة. طوكيو وانخفضت الاسهم اليابانية في نهاية المعاملات الاسبوع الماضي ولليوم الثاني على التوالي مع تجنب المستثمرين التعامل مع أسهم شركات قطاع التكنولوجيا المتقدمة المرتفعة الثمن مثل سهم شركة "كويسيرا" وسط مخاوف ناتجة عن استمرار عمليات البيع من جانب البنوك. كما ساد الحذر في السوق في انتظار بيانات الوظائف الاميركية، التي اعلنت بعد ساعات من اقفال سوق طوكيو. وزاد من حذر المتعاملين الغموض الذي يكتنف موعد بدء اي هجوم اميركي على العراق والتوترات التي تلف البرنامج النووي لكوريا الشمالية وهو الامر الذي قلص اقبالهم على الشراء على رغم بوادر مشجعة في شأن ارباح الشركات. وانخفض مؤشر "نيكاي" الرئيسي المكون من أسهم 225 شركة يابانية كبرى 0.42 في المئة الى 8448.16 نقطة عند الاغلاق في نهاية الاسبوع الماضي. أما مؤشر "توبكس" الاشمل والمؤلف من كل أسهم الفئة الاولى في البورصة فانخفض 0.1 في المئة الى 839.11 نقطة. وتراجع سهم "كويسيرا" لصناعة المكونات الالكترونية 2.34 في المئة الى 6320 يناً وانخفض سهم شركة "سوني" عملاق قطاع الالكترونيات الاستهلاكية 0.21 في المئة الى 4650 يناً ليسجل أدنى مستوى منذ تشرين الاول اكتوبر عام 2001 على رغم البيانات القوية التي أعلنتها الشركة عن ارباحها الفصلية. وانخفض سهم "تاكيدا كيميكال انداستريز" ابرز شركات صناعة الادوية 0.65 في المئة الى 4560 يناً. وتتعرض اسهم الشركات الكبرى لضغوط بسبب اقبال البنوك وشركات التأمين على بيع ما تملكه منها لتقليل خسائرها المحتملة في أسواق الاسهم قبل نهاية السنة المالية في آخر آذار مارس المقبل.