جدد الأردن ومصر أمس دعوتهما الى "تسوية الأزمة العراقية تحت مظلة الأممالمتحدة، ومنح المفتشين مزيداً من الوقت"، واكدا ان "الحرب ضد بغداد ستفتح الباب على أزمات جديدة في المنطقة". جاء ذلك اثناء قمة في مدينة العقبة ضمت العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك، في حضور مسؤولين أمنيين من البلدين. وأفادت وكالة الانباء الأردنية الرسمية بترا ان القمة "تأتي في اطار جهود التنسيق والتشاور بين البلدين حيال الأوضاع في المنطقة، لا سيما تطورات الأزمة العراقية". واشارت الى ان "المحادثات التي حضرها مسؤولون كبار من البلدين، خصوصاً مدير الاستخبارات الأردنية الفريق أول سعد خير ونظيره المصري عمر سليمان، ابرزت تطابقاً في وجهات النظر حيال المسألة العراقية، واكد الزعيمان مساندتهما المساعي الدولية الرامية الى التوصل الى حل سلمي يبعد شبح الحرب عن المنطقة". وشدد الزعيمان على "ضرورة اتاحة المزيد من الوقت امام المفتشين الدوليين لتنفيذ مهمتهم في العراق، في ضوء استعداد بغداد للسماح لهم بزيارة كل المواقع التي ينوون الوصول اليها، والتزامها قرارات مجلس الأمن". واعربا عن الأمل ب"تسوية الأزمة تحت مظلة الأممالمتحدة". وقال مسؤول أردني ل"الحياة" ان "الزعيمين تناولا كذلك الأخطار الأمنية والسياسية والاقتصادية للحرب المحتملة على العراق"، واعتبر ان "أي ضربة اميركية للعراق ستفتح الباب على مزيد من الأزمات الجديدة في المنطقة، وستلحلق ضرراً بالغاً بالقضية الفلسطينية". وعرض الملك عبدالله ومبارك "نتائج لقاءاتهما الأخيرة مع القادة العرب والمسؤولين الدوليين في ما يتعلق بالملف العراقي، واتفقا على ضرورة مواصلة المشاورات في هذا الصدد". وأكدا "أهمية تكثيف الجهود للعودة الى طاولة المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل، واعطائها قوة ودفعاً جديدين"، وطالبا المجتمع الدولي ب"تحمل مسؤولياته في تنفيذ خريطة الطريق، واعطائها الأولوية التي تستحق، والاعلان عنها في هذا الوقت" لتهيئة الظروف لقيام الدولة الفلسطينية بحلول عام 2005. مبارك والاسد ويستقبل الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ اليوم الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت مصادر في القاهرة ان القمة المصرية - السورية تناقش "مجموعة من المشاكل في المنطقة مع التركيز على الأزمة العراقية والدور العربي في التوصل الى حل سلمي". وأشارت المصادر الى عضوية سورية في مجلس الأمن، واكدت اهمية هذا الدور وأعبائه في المرحلة المقبلة. وقالت ل"الحياة" ان اللقاء سيبحث في قرار نقل القمة العربية الى القاهرة، والموقف المشترك من تقديم موعد القمة وأغراضها. وأوضحت ان مبارك سيستقبل أيضاً وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل صباح اليوم، قبل اجتماعه مع الأسد، مشيرة الى ان مواضيع اللقاء مع الرئيس السوري ستطرح في المحادثات المصرية - السعودية التي تسبقها. اتصالات تركية - سورية وفي دمشق، دعا الأسد الى "العمل لدعم مواقف الدول الأوروبية المعارضة للحرب على العراق والداعمة لحل المسألة سلماً". جاء ذلك خلال استقباله في قصر الروضة امس كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي أحمد داوود اوغلو الذي نقل رسالة شفوية من رئيس الوزراء عبدالله غل تتعلق ب"المسألة العراقية والعلاقات بين سورية وتركيا". وقالت مصادر رسمية ان الحديث تناول "الوضع في المنطقة ونتائج اجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق الذي عقد في اسطنبول أخيراً". واتفق الجانبان على "تفعيل النشاط المشترك بين البلدين والدول المعنية ووضع تصور سريع يتفق عليه لتجنيب المنطقة خطر الحرب". والتقى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أوغلو واطلع على "الجهود التي تبذلها تركيا لتجنب الحرب على العراق والتوصل الى حل سلمي لهذه المسألة".