من الصعوبة بمكان ان نجد مهرجاناً شبيهاً بمهرجان الموضة الرجالية السنوي في قصر بيتي التاريخي في مدينة عصر النهضة الإيطالية فلورنسا التي أصبحت في السنوات العشر الأخيرة عاصمة الموضة الرجالية. وينفرد مهرجان فلورنسا في كون مصمميه يعمدون الى كل ما يتسم بالغرابة والتنوع، إضافة الى الاحترافية والإبداع. وحمل موسم هذا العام الذي شاركت فيه عشرات الشركات ودور الأزياء الرجالية، صبغة إيجابية من نواح عدة. وحمل مفاجاءات وابتكارات جعلته أرقى وأهم مهرجان للموضة الرجالية في عموم أوروبا. وتميزت غالبية المشاركات بروح شبابية ورياضية طاغية في القصات والألوان على السواء، مزجت بين التقليدية والعصرنة، وإسباغ طابع معين واحد على تصاميم هذا العام. كما ان الكثير من القصات تميز بالجرأة الكبيرة حتى وان كانت تتسم بالبساطة والأناقة وهي تكتشف أشكال الترف في اللبس الرجالي لتجعل الرجل جديداً وأنيقاً مع القمصان والألبسة الداخلية الناعمة القطنية الخفيفة التي اعتمدت على الألوان الصحراوية. وطغت هذا العام، النزعة العسكرية التي استوحاها المصممون من أجواء الحرب التي تقبض على أنفاس العالم هذه الأيام والمتمثلة بحشود الجيوش الأميركية التي تتهيأ لحرب ضد العراق. معاطف طويلة باللون الكاكي العسكري، وأخرى مستوحاة من الأزياء العسكرية للطيارين الإيطاليين في بدايات القرن الماضي، جاكيتات طويلة تحمل في جيوبها عدة التهيئة لكل ما هو طارئ، قنينة ماء، قناع ضد الغازات، مقابض لفتح الأبواب، عدسات، قنان صغيرة تحمل كمية من الأوكسجين، وأمور أخرى. عرضت سراويل ومعاطف طويلة أشبه بتلك التي تستخدم في أفلام الجريمة والجاسوسية. وقدمت إحدى شركات صناعة الأحذية تصاميم تشبه الى حد كبير تلك التي كانت تستخدم في سينما افلام الغرب الأميركي كاوبوي، طويلة تصل من الأعلى الى حد الركبة، ومن الممكن الاستغناء عن القسم الأعلى، وهي مصنوعة من جلد التماسيح ويصل ثمنها الى اكثر من عشرة آلاف دولار. ولم يكتف مصممو قصر بيتي بالأزياء فقط بل أطلقوا تصاميمهم للأدوات المنزلية التي تهم حياة الرجل من طاولات وسجاجيد وعلب سجائر وخواتم فضية وذهبية، وأحذية ونظارات، وعطور وحقائب وحافظات نقود وهواتف خلوية.