دائماً ما يؤكد الرئيس حسني مبارك ان العلاقات المصرية - اللبنانية من اقوى ما يمكن، ووصف في حديث لاحدى الفضائيات اللبنانية في آذار مارس الماضي تلك العلاقات بأنها لا حدود لها وقديمة منذ زمن طويل، فهناك الآلاف من اللبنانيين يعيشون في القاهرة ويتمتعون بكل الحقوق والواجبات، وهذا ما اضفى صيغة معنوية على العلاقات المشتركة. وتعتبر جمعية الصداقة المصرية - اللبنانية لرجال الاعمال داعماً اساسياً لتلك العلاقة المشتركة، ودائماً ما تكون الزيارات المتبادلة ذات اهمية بالغة. وتحظى العلاقات المشتركة دائماً باهتمام بالغ من قبل المسؤولين، ويبنى التواصل الاقتصادي الى حد كبير من خلال تكثيف الزيارات التي باتت عنواناً رئيسياً لتطور العلاقة. فالتعارف والاتصال يتيحان لصناع القرار الاقتصادي، كما لرجال الاعمال في البلدين، التداول في المقترحات التي تطور المناخ الاستثماري في البلدين. ومصر ولبنان هما نافذة العرب على الغرب. اثناء الحرب نزح بعض اللبنانيين الى مصر بحثاً عن الامان، فكانت فرصة لجذب الاستثمارات اللبنانية حتى إنها وصلت الى 5 بلايين جنيه مصري. حضر المستثمرون الى مصر ليقيموا فيها ويعيشوا بين اهلهم، لا فرق بين لبناني او مصري لأن الابواب مفتوحة امامهم. واهم ما يلفت النظر في الاستثمارات ان معظم مصانع الالبسة الجاهزة هي في ايدي اللبنانيين، بالاضافة الى معامل الطلاء ومزارع الدواجن. وتشجع القوانين المصرية الاستثمارات الاجنبية، ولا سيما اللبنانية منها، ولذلك قام عدد كبير من اللبنانيين باستثمارات ضخمة في مصر في مقدمهم السيد فؤاد حدرج الذي اسس مصنعاً للملابس الجاهزة تحت اسم BELLA DONA، ويملك حالياً اكثر من 25 فرعاً في انحاء مصر لبيع ملبوساته، وكذلك احمد بيضون في مشروعة Bella Moda والسيد كميل شمعون الذي اسس شركة CAIRO COTTON CENTER. واعطت مصر اللبنانيين الحق في المناطق الحرة دون دفع ضرائب، كما قدمت لهم اعفاءات من الضرائب لمدة 10 سنوات، وقدمت لهم الاراضي بأسعار مخفضة. عميد الجالية اللبنانية يشدد عميد الجالية اللبنانية رئيس شركة "بيلامودا" للملابس الجاهزة السيد احمد بيضون على ضرورة تطوير العلاقة بين رجال الاعمال في ظل الدفعة القوية من القيادة السياسية في البلدين، مشيراً الى ان العلاقات تطورت بين رجال الاعمال في ظل الاتفاقات المعقودة منذ العام 1948 في مجالات التجارة وحماية وتنشيط الاستثمار والمشاريع المشتركة وتفادي الازدواج الضريبي وغيرها من المجالات الاقتصادية. وبلغت العلاقات ذروتها منذ تولى الرئيس حسني مبارك زمام الأمور في مصر في العام 1981، ومن المتوقع أن تزداد هذه العلاقة تطوراً خلال المرحلة المقبلة. يرى بيضون الذي بدأ نشاطه في مصر عام 1976 أن هناك رغبة عارمة خصوصاً في السنوات الاخيرة لدى الحكومة المصرية للاستماع الى المستثمرين والعمل على حل مشكلاتهم. ويشير الى وجود منابر وكيانات تضم المستثمرين والمصنعين يمكنهم من خلالها طرح مشكلاتهم على المسؤولين والحصول على حلول فورية لها. ويضرب مثلاً على ذلك بجمعية مصدري الملابس الجاهزة والمجلس السلعي للمفروشات الذي ينتمي اليهما معتبراً اياهما فرصة لإقامة حوار دائم بين المستثمرين والوزراء والمسؤولين لتذليل المعوقات التي تواجه المستثمرين والمصدرين خصوصاً ان الحكومة المصرية رفعت شعار "التصدير حياة أو موت". وتأتي جمعية الصداقة المصرية - اللبنانية لرجال الاعمال نموذجاً واضحاً وحقيقياً عن عمق الترابط بين البلدين. كما وان اجتماعات رجال الاعمال هي تأكيد جديد على الحرص المشترك على تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية. في كل الاتجاهات بين لبنان ومصر. وعن التعاون الاقتصادي بين مصر ولبنان يرى السيد فؤاد حُدرج رجل الاعمال البارز ورئيس لجنة تفعيل التعاون المصري - اللبناني في جمعية رجال الاعمال: "إن حجم التبادل التجاري بين مصر ولبنان هو لصالح مصر على رغم ان التصدير المصري الى لبنان متواضع، مما يعني ان التبادل بين البلدين متواضع، علماً ان مصر ولبنان يرتبطان باتفاقين للتبادل التجاري: الاول في إطار ثنائي على اساس ازالة الجمارك نهائياً بعد اربع سنوات ونحن في السنة الثالثة، والآخر في إطار السوق العربية المشتركة، على اساس ازالة الجمارك نهائياً ايضاً بعد ست سنوات ونحن في السنة الرابعة، لذلك يفترض ان يكون التبادل اكبر، ونحن على ثقة من أن العلاقات السياسية ستنعكس ايجاباً على العلاقات الاقتصادية وتصل الى التقدم المنشود". ويرى نائب رئيس الجمعية السيد كميل شمعون "ان مصر تنتهج منذ مطلع السبعينات، وحتى الآن سياسة الانفتاح الاقتصادي والعمل بآليات السوق ودعم القطاع الخاص المحرك الاساسي للتنمية. كما قامت الحكومة المصرية بتهيئة المناخ الاستثماري والعمل على جذب المستثمرين المحليين والعرب والأجانب". وأنشأ شمعون مصنعاً لتصنيع الملابس الجاهزة والاستفادة، ليس فقط من المزايا الممنوحة للمستثمرين من إعفاءات ومسائل اخرى، بل ايضاً من القطن المصري المشهود له بالسمعة العالمية والعمالة الماهرة والموارد البشرية المدربة. وكان الطموح والفكر والتخطيط هي انتهاج طريق التصدير والمنافسة في الاسواق الخارجية اي منافسة المصانع الاميركية والاوروبية في عقر دارها. وكان هذا هو التحدي، إذ تقوم الشركة بتصدير 100 في المئة من انتاجها للاسواق الخارجية، 60 في المئة منها الى الولاياتالمتحدة و40 في المئة الى الاسواق الاوروبية. وتمكنت من غزو هذه الاسواق وطرح منتجات استطاعت المنافسة من حيث الجودة والسعر. ويتمنى شمعون أن تزداد استثماراته في البلاد خلال المرحلة المقبلة خصوصاً بعد اتخاذ مصر العديد من التشريعات الاقتصادية التي ستحدث هزة ايجابية في السوق وتؤدي الى انتعاش الحركة التجارية بين مصر وكافة البلدان العربية والاجنبية، ومن ثم سينعكس ذلك على التجارة المشتركة بين مصر ولبنان.