رفضت ايران التعاون الاستخباراتي والعسكري مع الولاياتالمتحدة، بعد اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة المرشد آية الله علي خامنئي وحضور الرئيس محمد خاتمي. وتزامن الاجتماع مع "الزيارة التاريخية" الأولى من نوعها منذ العام 1979 لوزير الخارجية البرىطاني جاك سترو الذي التقى في طهران الرئيس خاتمي ونظيره الايراني كمال خرازي. وجاءت الزيارة لإيصال رسائل اميركية على رغم النفي الرسمي من ايرانوبريطانيا، فيما اكدت طهران رفضها الدخول في التحالف الذي تريد واشنطن تشكيله. وخرج الوزير البريطاني بحصيلة سياسية، بعضها اتفاق والآخر اختلاف في وجهات النظر مع الجانب الايراني، الذي أصر على موقفه لجهة عدم التعاون مع الحملة العسكرية الاميركية المرتقبة ضد افغانستان، لكن محادثات سترو مع خاتمي وخرازي أفضت الى تفهم المسؤول البريطاني دوافع الرفض الايراني. وهو ضمن كما يبدو "حياد ايران في الأزمة، وعدم عرقلة الحملة الاميركية". ونقلت وكالة "رويترز" عن سترو قوله ان بريطانيا ستطلع ايران على بعض الأدلة المتعلقة بالهجمات الانتحارية في واشنطن ونيويورك. وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اعتبر في حديث الى وكالة "رويترز" ان طهران "لا يمكن ان تختار الارهاب الذي تفضله. واذا ارادت المشاركة في هذا التحالف يجب ان تغيّر بعض اساليب الماضي المتعلقة بالارهاب". وحرص الوزير البريطاني على وصف زيارته بأنها تاريخية، وكانت وجهات نظر الطرفين متشابهة في رفض الارهاب بكل أنواعه لأنه يستهدف المدنيين. لكن الخلاف بين خرازي وسترو ظهر الى العلن عند الحديث عن اسرائيل، التي وصفها الأول بأنها "نظام عنصري يمارس الارهاب ضد الفلسطينيين"، داعياً الى عدم السماح لها ب"استغلال ما حدث من هجمات في الولاياتالمتحدة لتشويه صورة المسلمين، ومواصلة اعمالها القمعية ضد الفلسطينيين". وتحّفظ سترو معلناً رفضه هذه الاتهامات، وقال ان اسرائيل "عانت كثيراً من الارهاب". نقاط الالتقاء وركز على نقاط الالتقاء مع ايران، مؤكداً وجود توافق كامل في رفض ما حصل في الولاياتالمتحدة، ومشيراً الى ان الموقف المهم لخاتمي الذي سارع الى ادانة التفجيرات. وأوضح ان البحث تطرق الى موضوع تورط اسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة"، وحاول استثارة المشاعر الايرانية عندما أشار الى الاعمال التي نفذتها "طالبان" ضد ايران، ومنها مواصلة زراعة المخدرات وتهريبها عبر هذا البلد. وشدد سترو على دور لايران في افغانستان في مرحلة ما بعد "طالبان"، وقال: "مسؤوليتنا تقتضي التعاون مع ايران وباقي الدول المجاورة لأفغانستان لإعادة البناء السياسي والاقتصادي في هذا البلد". وحرص خرازي على التذكير برفض بلاده "أي عمل متسرع" لأنه "سيؤدي الى قتل الأبرياء ولن يحل مشكلة الارهاب على المدى الطويل". وشدد على اهمية الاجماع الدولي واقناع الرأي العام خصوصاً في المنطقة، بأي اجراء. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية اجنبية في طهران، ان لندن ومن ورائها واشنطن تريد كحد أدنى من ايران الوقوف على الحياد، وعدم عرقلة الحملة العسكرية الاميركية، طالما انها ترفض المشاركة فيها. وأوضحت المصادر ان محادثات سترو في طهران تتناول ايضاً الوضع الاقليمي في ما يخص العراق، والنظر في امكان تعاون طهران مع لندن، ومن ورائها الادارة الاميركية. ورأت المصادر ان الفرصة الحالية أمام ايران "فرصة ثمينة لترتيب علاقاتها بالغرب والولاياتالمتحدة تحديداً".