توفي رئيس الحكومة الجزائرية الموقتة التي اشرفت على اتفاقات ايفيان وأدت الى استقلال الجزائر بن يوسف بن خدة عن 84 عاماً اثر مرض عضال. وقد ووري جثمانه امس في مقبرة سيدي يحيى في العاصمة في حضور عدد كبير من قادة ثورة التحرير الجزائرية وكبار المسؤولين في الحكومة والجيش. يعد بن خدة من الرعيل الاول من مناضلي الحركة الوطنية والجزائرية، وبدأ النضال في سن مبكرة في صفوف الكشافة الاسلامية الجزائرية ثم في الحركة الطلابية في مسقط رأسه في ولاية المدية. وبعد دراسة الصيدل التحق بحزب الشعب واعتقل في 1943 وقضى ثمانية اشهر في السجن من دون محاكمة. ثم عمل في صحيفة "الامة الجزائرية" التي كان يصدرها حزبه. واعتقل مرة ثانية بعد اندلاع الثورة التحريرية العام 1954. وبعد اطلاقه في 1955، التحق بجبهة التحرير الوطني واشرف على صحيفتها "المجاهد" لسان حال حزب جبهة التحرير الوطني. كما تولى مع عبان رمضان والعربي بن مهيدي الاشراف على تنظيم منطقة العاصمة. وكان في الوقت ذاته مكلفاً داخل لجنة التنسيق والتنفيذ بالاتصال مع الولايات وبفيديرالية جبهة التحرير في فرنسا ووفدها الخارجي. وعين بن خدة في الحكومة الموقتة العام 1958 وزيراً للشؤون الاجتماعية، ثم خلف فرحات عباس على رأس هذه الحكومة العام 1961، والتي اشرفت مع القوات الفرنسية على مفاوضات ادت الى وقف النار ومن ثم توقيع اتفاقات ايفيان التي أدت الى استقلال الجزائر عن فرنسا في تموز يوليو 01962 وانسحب بن خدة من الساحة السياسية ليتفرغ لصيدليته في العاصمة، قبل ان يعود الى النشاط السياسي العام 1989 من خلال انشاء حركة "الامة" القريبة الى التيار الاسلامي. وحلّ هذه الحركة العام 1997 مع تصاعد العنف في البلاد، ثم انسحب نهائياً من العمل السياسي. وترك الراحل مؤلفات منها "اتفاقات ايفيان" و"اصول اول نوفمبر 1954" و"ازمة صيف 1962".