خرج رئيس الحكومة الجزائرية في المنفى قبل الاستقلال بن يوسف بن خدة عن صمته وانتقد النخب السياسية التي حكمت الجزائر طيلة العقود التي اعقبت الاستقلال في العام 1962. وقال بن خدة، الذي قاد مفاوضات الاستقلال في ضاحية إيفيان مع الجنرال شارل ديغول، في كتاب أصدره اخيراً في الجزائر بالفرنسية بعنوان "الجزائر ساعة الاستقلال" ان التيار الاسلامي "الذي ظل غائباً عن الساحة طيلة ثلاثين عاماً اخذ المشعل من جيل الاستقلال وكرس بعث مبادئ تشرين الثاني نوفمبر العام 1954 تاريخ اندلاع ثورة التحرير التي دعت الى قيم الاسلام والتي أتاحت للشعب الجزائري الارتباط بماضيه ورد الاعتبار لكيانه الحضاري" في اشارة الى فوز "الجبهة الاسلامية للإنقاذ" المحظورة في الانتخابات التي اجريت العام 1991. واعتبر بن خدة الذي تخلى عن العمل السياسي في عهد الرئيس السابق هواري بومدين وتفرغ لصيدليته في مدينة البليدة ان "القيادات الوطنية لم تملك مشروعاً مجتمعياً لأن هدفها لم يكن اكثر من نيل الاستقلال عن فرنسا". ورأى ان أزمة العام 1962 بين القيادة السياسية لجبهة التحرير كريم بلقاسم وحسين آيت احمد ومحمد خيضر وهيئة أركان الجيش الشعبي التي كان يقودها بومدين "أنهت مرحلة الوطنية المكافحة التي جسدها كل من حزب الشعب الجزائري وحركة نجمة شمال افريقيا وحركة الحريات الديموقراطية وجبهة التحرير الوطني والتي نظمت وقادت الحرب من اجل نيل الاستقلال". وأشار بن خدة الى ان كتابه كان جاهزاً للنشر منذ العام 1993، "الا ان الحرب الأهلية أدت الى ارجاء نشره حتى اليوم" أواخر الشهر الماضي.