واصلت اسعار النفط ارتفاعها في الاسواق الدولية أمس في انتظار كلمة وزير الخارجية الاميركي كولن باول أمام مجلس الامن عن العراق. وأظهر مسح لإنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في الشهر الماضي ان الدول الاعضاء في المنظمة زادت انتاجها مقارنة بالشهر السابق لتعويض النفط الفنزويلي، لكن مستوى الانتاج لا يزال اقل من المستهدف. مع اقتراب حرب محتملة تشنها واشنطن على العراق لإطاحة الرئيس صدام حسين، لا تزال الولاياتالمتحدة أكبر مستورد للنفط العراقي، اذ قدر متعاملون ان الولاياتالمتحدة وحدها استوردت في الشهر الماضي نحو مليون برميل يومياً، أي ضعفي المتوسط اليومي لواردات الولاياتالمتحدة من النفط العراقي في العام الماضي. واظهر مسح ان انتاج "أوبك" من النفط ارتفع في كانون الثاني يناير بعدما ضخت السعودية والامارات ونيجيريا كميات أكبر من النفط لتعويض النقص الناجم عن توقف صادرات النفط الفنزويلية بسبب اضراب. وزاد انتاج المنظمة 380 الف برميل يومياً مقارنة بكانون الاول ديسمبر ليصل الى 25.65 برميل يومياً تشمل انتاج العراق، ولكنه ظل أقل بواقع 1.67 مليون برميل عن مستويات الانتاج في تشرين الثاني نوفمبر قبل الاضراب الفنزويلي، وفقاً للاستطلاع الذي أجرته "رويترز" وشمل مسؤولين ومراقبين في صناعة النفط. وعوضت الامدادات الاضافية تناقص امدادات فنزويلا حيث عطل عمال النفط المضربون صادرات النفط في محاولة لإرغام الرئيس هوغو شافيز على التنحي عن السلطة. وفي حين تمكنت كراكاس بنهاية الشهر الماضي من رفع الانتاج الى اكثر من مليون برميل يومياً، الا ان متوسط الانتاج خلال الشهر بلغ 650 الف برميل يومياً فقط مقارنة بمليون برميل يومياً في كانون الاول وأكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً. واضافت السعودية 500 الف برميل يومياً الى انتاجها ليصل الى 8.55 مليون برميل يومياً في كانون الثاني. وبدا ان الرياض مستعدة لزيادة انتاجها اكثر من ذلك لكن مراقبي حركة الشحن وصناعة النفط قالوا انها وجدت صعوبة في تسويق أي كميات اكبر. وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي مطلع الاسبوع الجاري ان الرياض تسعى الى الوصول بإمدادات نفط عشر دول اعضاء في "أوبك"، باستثناء العراق، الى 24.5 مليون برميل يومياً وهو المستوى الذي اتفق وزراء النفط في منتصف الشهر الماضي على تطبيقه اعتبارا من اول شباط فبراير الجاري. لكن انتاج الدول العشر الاعضاء في كانون الثاني جاء اقل بكثير من سقف الانتاج الجديد المستهدف وبلغ 23.16 مليون برميل يومياً، بارتفاع مقداره 290 الف برميل يومياً عن كانون الاول. وفضلاً عن السعودية، لم تتمكن سوى الامارات ونيجيريا من تشغيل طاقة انتاج فائضة فزاد انتاجهما بواقع 50 ألف و60 ألف برميل يومياً على التوالي. وتمكن العراق من تحقيق أكبر زيادة في الانتاج بعد السعودية، اذ زادت صادرات النفط العراقي بموجب الاتفاق مع الاممالمتحدة في الشهر الماضي بمقدار 90 الف برميل يومياً الى 1.74 مليون برميل يومياً. ويشار الى ان العراق ينتج نحو 750 الف برميل اضافية يومياً للاستهلاك المحلي وللتجارة مع الدول المجاورة. وتوقعت دار الاستشارة "بترولوجيستيكس"، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، ان تزيد "أوبك" انتاجها بمقدار 1.3 مليون برميل خلال الشهر الجاري، لكنها لا تعتقد ان "أوبك" بإمكانها رفع الانتاج خلال الشهر المذكور الى المستوى المستهدف وهو 24.5 مليون برميل يومياً. وبدأت أسعار النفط ارتفاعها في اواخر التعامل أول من أمس تعززها المخاوف من أن تمهد كلمة باول الساحة لشن حرب على العراق، وهو ما قد يعطل امدادات النفط العراقية ويعرقل امدادات النفط من دول اخرى في المنطقة. وأضافت اسعار النفط دولاراً واحداً تقريباً للبرميل يوم الاول من أمس في انتظار كلمة باول. كما لقيت أسواق النفط الخام دعماً من توقعات بأن بيانات مخزونات الولاياتالمتحدة من منتجات التكرير ستظهر انخفاضاً. وسجل خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم آذار مارس في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس 31.42 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 33 سنتاً. وارتفع الخام الاميركي الخفيف 31 سنتاً الى 33.89 دولار للبرميل على شبكة "أكسيس" للمعاملات الالكترونية. وقالت وكالة انباء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط "أوبك" السبعة انخفض أول من أمس الى 29.98 دولار للبرميل من 30.29 دولار يوم الاثنين.