لا احد يشك في ان البنية الاساسية للرياضة السعودية تعد قوية ومتينة، والدعم الذي حظيت به الرياضة ساهم في تطويرها من خلال المنشآت الضخمة والبنية التحتية المتينة التي ادت الى الانجازات والمكتسبات الرياضية خلال العقدين الماضيين، وكانت تلك الانجازات وليدة ذلك العمل المؤسس بقوة. ومن اجل الوصول بالرياضة الى مصاف الدول المتقدمة في كرة القدم، بقي علينا اعداد القادة اعداداً علمياً مدروساً ومبنياً على أسس علمية مستفيدين من تجارب وخبرات من سبقونا في هذا المجال. واقصد في القادة الاداريين والمدربين والاجهزة الطبية. وفي هذا الرأي اتطرق الى احد هذه الاطراف الا وهم المدربون الوطنيون وهم من الركائز الاساسية للتطوير، وعلى رغم الجهود التي يبذلها الاتحاد السعودي لكرة القدم للارتقاء بالمدرب الوطني بالتعاون مع معهد اعداد القادة، من حيث تنظيم العديد من الدورات التي يشرف عليها اتحاد كرة القدم او الدورات الآسيوية تحت اشراف الاتحاد الآسيوي او دورات التضامن الاولمبي او دورات التخصص في اللياقة وحراس المرمى. الا اننا نجد ان هذه الدورات في زمنها القليل لا تلبي حاجات المدرب ولا تكفي لاعداد مدرب يعمل في شكل علمي صحيح، والعاملون في الاتحاد لهم العذر كون المدرب غير متفرغ لحضور دورات طويلة المدى. ولكن نجد العالم والدول المتقدمة تعمل تحت هذا الاطار من خلال اقامة الدورات القصيرة ولكن يكون المدرب اصلاً حصل على دراسات تخصصية من قبل من خلال الاكاديميات والجامعات التي يوجد بها تخصص للالعاب. فنجد الجامعات وخصوصاً اقسام التربية الرياضية تخرج مدرسين لمادة التربية الرياضية ولكن ليس هناك تخصصاً للالعاب كما هو موجود في العالم او حتى في بعض الدول العربية، لذا تجد الخريج يدرس جميع الالعاب الرياضية ولكن من دون تعمق في اللعبة مما يجعله تختلط عليه الامور او ينسى جلها بعد التخرج. نعم الدورات القصيرة التي تعقد ستكون ذات اثر وفائدة لو ان المدرب حصل على شهادة تخصصية في مجال تدريبي محدد او في لعبة معينة، لأنها تعتبر دورة صقل وتنشيط وتثبيت معلومة او الاستفادة من معلومات جديدة في هذا المجال. ولكن بقي شيء مهم وهو انشاء اكاديمية للتدريب تشمل جميع التخصصات الرياضية، وتكون كالآتي: 1- جلب الخبراء والمختصين في كل لعبة من الدول المتطورة في هذه الالعاب. 2- يتفرغ الدارس بهذه الاكاديمية من عمله. 3- يحصل الدارس فيها على دبلوم في التدريب. 5- مدة الدراسة يجب ألا تقل عن سنتين. على ان تتوافر في الدارس بعض الشروط مثل حصوله على الشهادة الثانوية وتكون الشهادة الاكاديمية التي يحصل عليها الدارس دبلوماً في احد الالعاب يستطيع بعدها اكمال دراساته في هذا المجال وان يكون لاعباً دولياً سابقاً من اصحاب الفكر العالي والالتزام والقدوة من خلال سجله في الملاعب او لاعباً غير دولي حاصلاً على دبلوم او بكالوريوس في التربية الرياضية، وان يكون المتقدم لا يزيد عمره على 32 عاماً. وبعدما يحصل الدارس على هذه الشهادة التخصصية يكون له اولوية العمل في الاندية وفي حضور الدورات القصيرة والتي تصقل قدرات المدرب سواء خارجياً او داخلياً ويكون هناك من خلال هذه الدراسة تقويم للدارس على حسب قدراته بحيث يوجه للعمل مدرباً فنياً او مدرباً لياقياً او مدرباً لحراس المرمى ويحضر الدورات التخصصية كل في المجال الذي يعمل به، حتى نستطيع انشاء جيل جديد من المدربين المتعلمين ويكونون خير مدربين يقودون الاندية والمنتخبات ويحققون نجاحات ويكونون امتداداً لنجاحات المدربين الوطنيين الذين خدموا الكرة السعودية. كما انه يجب التفكير جلياً في نظام تقاعدي من خلال احدى الشركات الرياضية المتخصصة التي تتبنى المدربين الوطنيين من خلال حصولها على نسبة جيدة من راتب المدرب في مقابل دعمهم ورعايتهم والبحث لهم عن عمل وصرف جزء من رواتبهم عدة سنوات في حال عدم عملهم ويتناقص مع مرور الزمن في حال عدم وجود اندية يعملون فيها. تظل هذه رؤية خاصة تحتاج الى دراسة وتدقيق من اجل اعداد مدرب وطني مؤهل لنواصل دعم الرياضة والرياضي من مختلف الجوانب والتي يعتبر المدرب احد اهم ركائزها.