اهتمت الدولة - رعاها الله - بالرياضة اهتماماً بالغاً، فأنشأت الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تشرف على الأندية الممتازة والدرجة الأولى والثانية في عدة مدن من مناطق المملكة من أجل أن تكون هذه الأندية راعية للشباب رياضياً وثقافياً واجتماعياً، ووضعت برنامجاً للمنافسات الرياضية في كرة القدم والسلة والطائرة... إلخ وأصبحت المملكة والحمد لله تشترك في المنافسات في هذه الألعاب خليجياً وعربياً ودولياً، وآخر هذه الاهتمامات ما وجَّه به قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين بدخول المملكة في منافسة استضافة دوري آسيا. وأنشأت عدة قنوات رياضية، كما أنشأت الملاعب الرياضية والتي ترقى إلى مستوى الملاعب الدولية على مستوى العالم منها كمثال استاد الملك فهد الدولي وأستاد الملك عبد الله الذي ما زال تحت الإنشاء. وكان شعار: «الرياضة للجميع» من الشعارات التي تبنتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأنفقت من الوقت والجهد والمال الكثير للاهتمام بالشباب في جميع أنحاء المملكة. ولكن الملاحظ أن هناك من يحتل مكاناً قد لا يصلح له، خصوصاً في التحليل الرياضي الذي يحتاج على الأقل لدبلوم في التربية الرياضية وعدة دورات، فاللاعب مجرد لاعب والحكم مجرد فرد في جهاز التحكيم والمعلق شخص فاهم في كرة القدم ولديه من الحضور والإمكانيات ما يمكنه من وصف المباريات، وبخاصة قبل أن تنقل المباريات عبر التلفاز، حيث كنا نسمع التعليق من الراديو ونعتمد على صوت المعلق ورأيه ورؤيته. أما التحليل الرياضي فهو علم له أصوله وفن يحتاج لدراسة ودورات متعددة في الداخل والخارج وموهبة أيضاً وفن يهدف لإظهار أخطاء اللاعبين ضمن الفريق وأخطاء المدرب وأخطاء التحكيم ونقاط الضعف والقوة في الفريق وفي التحكيم وعلى مستوى الملاعب والفرق الرياضية عموماً. فاللاعب السابق سواء كان لاعباً مثالياً أو لاعباً خشناً تسبب في إبعاد بعض اللاعبين عن الملاعب بسبب الكسور التي سببها لهم أو كان لاعباً معروفاً ومحبوباً, أو مجرد لاعب يتمم الفريق لا يحق له أن يكون محللاً رياضياً يتكلم على مستوى المباريات وتصرُّف اللاعبين داخل الملعب، وإن كان هذا الهدف تسللاً أم لم يكن هناك تسلل، وإن كان الهدف صحيحاً أو أن ضربة الجزاء هذه صحيحة أو غير صحيحة أو هذه التمريرة خطأ أو صح أو أن وقوف اللاعب في هذا المكان مناسب أو غير مناسب.. وكل هذه الأمور التي تكون داخل المباراة تحتاج إلى تخصص وفن ودراية في التحليل. إن التحليل الرياضي ليس مجرد رأي مثل رأي أي مراقب للمباراة، لكنه فن يعتمد على الدراسة وعلى الخبرة الطويلة ليس في اللعب ولكن في مراقبة الملعب في الملاعب. والمحللون الرياضيون لا يتم تعيينهم بسبب شخصياتهم أو أسمائهم اللامعة، لكن بسبب علمهم ودوراتهم وحضور دورات في الداخل والخارج تتعلق بالتحليل وفنياته وقدراتهم الفنية وإمكانياتهم على تحليل الجوانب الإيجابية والسلبية في اللاعبين والملعب واللعب والتحكيم وجهاز التحكيم، وأخيراً في أسلوب التدريب والمدربين لكل فريق. فاللاعب القديم قد يصلح محللاً رياضياً إذا كان يجمع بين كل هذه العناصر، ودرس فن التحليل الرياضي حتى يكون أهلاً لذلك فلا يعطي تحليلات قاصرة أو انتقادات خاطئة واجتهادية. فاللاعب قد يصبح لاعباً بالصدفة عندما يحسن اللعب، ثم يحتاج لبعض التدريب، والمدرب قد يصبح مدرباً بعد أن كان لاعباً ويحتاج لبعض الصقل والتعليم، والحكم يصبح حكماً بعد دراسة مستفيضة وحصوله على شهادة التحكيم كدرجة أولى ومن ثم بعد فترة قد تطول أو تقصر يحصل على الإشارة الدولية، فما بال المحلل الرياضي يقفز فوق جميع الحواجز ليصبح محللاً رياضياً بين يوم وليلة. إن كرة القدم اليوم أصبحت من أهم الرياضات على مستوى العالم وتحتاج للدراسة قبل الفن وإلى العلم قبل الحرفنة والشطارة، وكل من يشارك فيها.. إذن ليس كل لاعب قديم محللاً رياضياً.. والله من وراء القصد. - عضو هيئة الصحفيين السعوديين