لم تكن الرياضة في يوم من الأيام عائقاً أمام الإنسان الرياضي في حياته العلمية، فطالما أبدع كثيرون في المجال الرياضي، ونالوا الشهادات العليا في دروبهم العلمية بعد أن حازوا شهادات النجاح في ملاعب كرة القدم، فالحارس السابق لفريق الهلال تركي العواد حاز شهادة الثانوية أثناء ممارسته اللعبة، وبعد توقفه عن الركض في الملاعب وضع هدف الشهادات العلمية العليا تحدياً له، وواصل دراساته ليصل إلى درجة متقدمة من الدراسات، إذ أصبح الآن دكتوراً في قسم الإعلام ليكون شاهداً على إمكان الجمع بيان النجاح الرياضي والأكاديمي. والأمر ذاته ينطبق على ابن الوحدة المهاجم الدولي السابق حاتم خيمي الذي حقق الكثير في المستطيل الأخضر، وعلى رغم ذلك لم يعرف التوقف عن الركض في ميادين العلم حتى أصبح الآن يلقن العلم للآخرين من منطلق عمله محاضراً في قسم الإعلام في جامعة أم القرى ليكون إثباتاً آخر للدمج ما بين الطموح والهواية. ولعل من أبرز من سبق لهم خوض تجربة لعب كرة القدم ومواصلة التعليم في الوقت ذاته اللاعب السابق في فريقي الهلال والتعاون عبدالله الجربوع الذي فضّل الانخراط في التعليم على الاستمرار في الملاعب، وحاز شهادة الهندسة المعمارية، وعاد للمجال الرياضي من جديد مهندساًَ وليس لاعباً، واستفادت المنتخبات الوطنية من كفاءته العالية، ليؤكد أن العلم سلاح يحمي حتى بعد سنوات تُقضَى فيما يهواه الشخص. ومن أشهر اللاعبين الذين حصلوا على الشهادة العلمية لاعب الهلال السابق ومدير فريقه الحالي سامي الجابر الذي وُفِّق باقتدار في النجاح لاعباً ودارساً، إذ يحمل شهادة دبلوم في الإلكترونيات، فضلاً عن المجد الذي حققه لاعباً مع ناديه ومع المنتخب، وربما يكون ذلك دلالة كبرى على إمكان البروز وتحقيق الأحلام المنشودة على صعيد العشق الكروي والتحصيل العلمي. وحينما يتم تداول موضوع الرياضة والتعليم فلا بد أن يكون للاعب الشباب السابق صالح العميل نصيبٌ من هذا الحديث، فالعميل كان من خيرة اللاعبين في فريق الشباب، وبعد اعتزاله أكمل دراسته في جامعة الرياض قبل أن يتجه إلى أميركا ليحصل هناك على شهادتي الماجستير والدكتوراه ليكون خير من يُضرَب به المثل لكل لاعب كرة معاصر. وفي الوقت الحالي لا تخلو الساحة الرياضية من اللاعبين المتعلمين مثل لاعب النصر الدولي سعد الحارثي الذي لم ينقطع عن دراسته الجامعية، إذ واصل الدراسة في قسم التربية البدنية وحاز شهادة البكالوريوس، ولم يعوقه ذلك إطلاقاً عن ممارسة كرة القدم ودخول عالم الاحتراف بعدها. والأمر ذاته ينطبق على لاعب الأهلي الدولي تيسير الجاسم، إذ لم يتوقف عن الدراسة على رغم بروزه لاعباً في ناديه وفي المنتخب، وحصل على بكالوريوس في كلية المعلمين. كل تلك المؤشرات دلالات واضحة على إمكان الجمع ما بين العلم وممارسة الهواية بأكثر من شكل، خصوصاً أن الركض في ميادين العلم لا يفرض على اللاعب التوقف عندما يتقدم به العمر كما في الحالة الرياضية.