راقب العالم بصدمة، كارثة انفجار المكوك كولومبيا وبعث بتعازيه الى الاميركيين. وكانت كوباوايران من ابرز الدول التي قدمت تعازيها، علماً ان طهران تفادت ذكر الرائد الاسرائيلي ايلان رامون. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الكوبية ان "الشعب الكوبي يشاطر الشعب الاميركي ألمه بعد وفاة عدد من ابنائه". وأضاف: "في هذا الظرف الاليم، نعرب عن تعازينا الحارة لعائلات الرواد الذين قتلوا، وكذلك عن تضامن الشعب والحكومة الكوبيين مع ضحايا هذه المأساة". وأوضح البيان ان حكومة الزعيم فيدل كاسترو امرت البعثة الكوبية في الولاياتالمتحدة ب"تنكيس علمها خلال فترة الحداد في الولاياتالمتحدة". وأعربت طهران عن تعازيها لعائلات "الرواد الاميركيين والرائدة الهندية" الذين قتلوا على متن المكوك. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي الذي لم يشر الى الرائد الاسرائيلي، قوله ان "ايران تميز بين النزاع السياسي مع الولاياتالمتحدة وبين المشكلات العلمية والانسانية"، معرباً عن الامل في "الا تؤدي مثل هذه الاحداث الاليمة الى ثني العلماء عن استكشاف اسرار الخليقة". الصين وأعرب الرئيس الصيني جيانغ زيمين في برقية بعث بها الى الرئيس الاميركي جورج بوش عن "اسف الصين العميق" للحادث، لكنه اكد ان على الانسانية ان "تواصل وان تتقدم في استكشاف الفضاء على رغم هذه النكسة". كما وجه الرئيس الصيني برقية تعزية الى الرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف لمقتل الرائد الاسرائيلي ايلان رامون. وتعمل الصين على ارسال اول مركبة مأهولة الى الفضاء خلال السنة الجارية لتكون ثالث دولة بعد روسياوالولاياتالمتحدة ترسل انساناً يدور حول الارض. ونقلت وكالة انباء "الصين الجديدة" عن خبير صيني قوله ان النكسات امر لا مفر منه في استكشاف الفضاء، لكن ذلك لا يجب ان يثني الانسانية عن مواصلة الطريق بل عليها ان "تحدد اسباب ما جرى وتجد السبل الكفيلة لتجنبه". "انتقام إلهي" وفي بغداد، كان اول رد فعل شعبي على تحطم المكوك الاميركي كولومبيا ومقتل افراد طاقمه، هو وصف ذلك بأنه "انتقام الله من الاميركيين". ونقلت وكالة "رويترز" عن عبدالجبار القريشي وهو موظف حكومي قوله: "نحن سعداء لتحطمه المكوك، الله يريد ان يظهر ان قدرته اقوى من قدرة الاميركيين. لقد اعتدوا على بلدنا، والله ينتقم لنا". وأشار مواطنه محمد جابر التميمي وهو فني اصلاح سيارات، الى ان مقتل ايلان رامون الذي كان اول رائد فضاء اسرائيلي ضمن افراد الطاقم "فيه انتقام للعراق". وأضاف: "اسرائيل شنت عدوانها علينا حينما أغارت على المفاعل النووي العراقي من دون اي سبب عام 1981، والآن حان الوقت، وانتقم الله من هذا العدوان". وقدم الرئيس ياسر عرفات تعازيه الى اسر رواد الفضاء السبعة. وقال وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات ان الرئيس الفلسطيني والسلطة الفلسطينية يقدمان تعازيهما لاسر رواد الفضاء الاميركيين الستة واسرة رائد الفضاء الاسرائيلي. كذلك وجه عدد من الدول العربية برقيات مماثلة الى البيت الابيض. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش وجه تعازيه الى رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون لمقتل الرائد الاسرائيلي. وجاء في بيان صادر عن مكتب شارون ان بوش قال: "انه يوم مأسوي لعائلات الرواد وللعلم". ووصف الرئيس الاميركي الرائد الاسرائيلي بأنه "مواطن اسرائيلي شجاع"، وطلب من شارون نقل تعازيه وتعازي الشعب الاميركي الى عائلة رامون. وبدوره، قدم شارون الى الرئيس الاميركي تعازيه للحادث. كذلك اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي اتصل بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي جاك شيراك. كما تحادث مع رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان والرئيس المكسيكي فنسانت فوكس، بعدما قدموا تعازيهم اليه. روسياوالهند وأرسلت روسيا القوة الرئيسية الثانية في مجال ابحاث الفضاء تعازيها لواشنطن. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان طاقم المكوك كولومبيا: "قام بالتضحية بحياته للتغلب على اخطار الفضاء رافعاً راية السلام والعلم والتقدم الحضاري". اما الهند، فغرقت في صدمة اذ كان المكوك يحمل مهندسة الطيران كالبانا تشاولا الهندية المولد والتي كان الهنود يعتبرون وجودها في عداد الرواد الآخرين رمزاً للفخر. وتحدى آلاف الهنود برودة الجو اثناء الليل وخرجوا الى الشوارع ليقرعوا اجراس المعابد والصلاة من أجل تشاولا وبقية الرواد الستة في بلدة كارنال مسقط رأسها خارج العاصمة نيودلهي. وفي الفاتيكان، اقام البابا يوحنا بولس الثاني قداساً على ارواح رواد الفضاء القتلى. وقالت مصادره ان البابا تألم بشدة عند تلقيه انباء الكارثة. وبعث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير العائد لتوه من واشنطن، رسالتي تعزية الى بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي، اعرب فيها عن اسفه البالغ.