أعلن رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا أثنار قبل لقائه البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان امس انه سينحي معتقداته الشخصية والأخلاقية جانباً لمصلحة مسؤولياته السياسية التي "تتواءم مع آراء بعضها بأهمية آراء البابا". وكثف اثنار نشاطه، بعد لقائه الرئيس جورج بوش، الأسبوع الماضي، فزار باريس وبعث برسالة إلى الزعماء العرب يعرض فيها وجهة نظره المؤيدة للحرب الأميركية، وطالب بوش ب"إسكات وزير دفاعه دونالد رامسفيلد لمساعدة الأوروبيين على اتخاذ قرار بدعم الحرب". وجاء في بيان للفاتيكان ان أثنار اجتمع مع البابا من دون ذكر تفاصيل. لكن كان متوقعاً، ان يعرض رئيس الوزراء الاسباني وجهة نظره المؤيدة للحرب الاميركية على العراق. وقال في حديث الى صحيفة "لا ستامبا" الايطالية: "أكن كل التقدير والاحترام لقداسة البابا وأنوي الاستماع اليه بانتباه كبير، لكن سأنحي معتقداتي الدينية والأخلاقية جانباً لأن مسؤولياتي السياسية يجب ان تتواءم مع آراء أخرى بعضها في أهمية آراء البابا". ونقل عن الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر قوله أول من امس ان الرئيس جورج بوش لن يتأثر بآراء البابا المناهضة للحرب وسيتخذ قراره بموجب ما يعتبره "مناسباً لحماية الشعب الاميركي". ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" امس ان اثنار حض بوش على مساعدة زعماء أوروبا لمواجهة الضغوط السياسية المتزايدة التي يواجهونها من شعوبهم، مؤكداً الأهمية الكبيرة التي توليها أوروبا والشرق الأوسط لتحقيق تقدم ملحوظ في حل الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني قريباً. واضافت انه بحث اصلاح العلاقات الاميركية - الأوروبية التي تضررت بشدة في الآونة الأخيرة. واكد للصحفية انه قال بالفعل لبوش "اننا في حاجة ماسة الى وزير الخارجية كولن باول ولسنا في حاجة الى رامسفيلد". وتساءل: "ألا ينبغي على وزراء الدفاع ألا يدلوا بهذا القدر من التصريحات". واضاف اثنار الذي التقى مع بوش في بولاية تكساس مطلع الاسبوع: "كلما زادت تصريحات باول وقلت تصريحات رامسفيلد كلما كان ذلك أفضل". ونقلت الصحيفة عنه انه أبلغ بوش بأنه وحلفاءه في أوروبا والشرق الأوسط في حاجة الى الالتزام بإطار الأممالمتحدة في التعامل مع القضية العراقية وحشد تأييد واسع لمشروع قرار جديد.