كد محللون أن الحرب الوشيكة على العراق سيكون لها كلفة سياسية غالية بالنسبة لرئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا أثنار الذي قد يخسر حزبه الانتخابات في العام المقبل فضلا عن تحول حلفاء أسبانيا الاوروبيين والعرب عنها. وقد قام نحو أربعة ملايين شخص بالتظاهر السبت ضد تحالف الحكومة مع الولاياتالمتحدة مما جعل التجمعات المناهضة للحرب هي الاكبر في العالم. وبدت البلاد بأكملها وكأنها تحولت إلى بحر بشري حيث تدفق الناس من مختلف طبقات الشعب إلى الشوارع مرددين "لا للحرب!" ومطالبين اثنار بالاستقالة. وقالت صحيفة الموندو ذات الاتجاه الودي إزاء الحكومة "من المستحيل أن تحكم ضد إرادة الجماهير". وكانت كل الاحزاب الممثلة في البرلمان باستثناء حزب الشعب المحافظ (بي.بي) بزعامة أثنار قد أيدت نداء إلى الحكومة يطالبها بتغيير سياستها والانضمام إلى فرنسا وألمانيا اللتين تعارضان الحرب. ولا يفهم الاسبان لماذا تؤيد مدريد الموقف الامريكي بنفس حماس بريطانيا، الحليف التقليدي لواشنطن. ولقد ردد أثنار نفس اللهجة الخطابية المؤيدة للحرب التي يستخدمها الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وهو يردد أحيانا ذرائعهما تقريبا كلمة كلمة.