كثفت موسكو نشاطها الديبلوماسي لايجاد حل سلمي للأزمة العراقية واكد الرئيس فلاديمير بوتين ان هناك "بعض التفاؤل" مشدداً على ان الحرب "قرار سيئ"، فيما قال المستشار الالماني غيرهارد شرودر انه "ليس مستعداً للاستسلام" وسيظل مصراً على تفادي الحرب. وتوقع المندوب الروسي لدى مجلس الامن ان يبدأ العراق تدمير صواريخ "الصمود" غداً. وانتهت محادثات الزعيمين الروسي والالماني بعد منتصف ليل امس واكد بوتين انها تزامنت مع زيارة وزير خارجيته ايغور ايفانوف للصين ومهمة خاصة لمدير ديوانه الكسندر فولوسكين في واشنطن وزيارة خاطفة لبغداد لمبعوثه يفغيني بريماكوف. واكد الرئيس الروسي ان هناك "غالبية" في مجلس الامن تتفق على ضرورة البحث عن حل سلمي وقال: "اننا لا نفقد الامل" في مثل هذا الحل و"نشعر بنوع من التفاؤل". وشدد على انه "مستعد للحوار وليس للحرب" التي قال انها "قرار سيئ". وفي محاولة لإبقاء الباب مفتوحاً امام تراجع اميركي قال ان الضغوط التي مارستها الولاياتالمتحدة جعلت العراق "اكثر مرونة" لكنه طلب "الامتناع عن عبور الخط الذي لا حل سلمياً بعده". وفي اعتراض على استصدار قرار جديد من مجلس الامن قال بوتين ان القرار 1441 "لم يستنفد". وقال في معرض حديثه عن المشروع الاميركي البريطاني انه "لا يمكن الموافقة على قرار يعطي الحق لبداية تلقائية للحرب". وطلب ان يصوغ المفتشون مطالبهم بوضوح وتستأنف على هذا الاساس اعمالهم، اي انه دعا الى تنفيذ الافكار الواردة في المذكرة الفرنسية الالمانية الروسية. الا انه اشار الى ان موسكو مستعدة لمناقشة اقتراحات "مقبولة" لحل النزاع. واوضح مصدر في الكرملين ان روسيا مستعدة للنظر في قرار جديد لمجلس الامن شرط "ان لا يكون خطوة نحو الحرب" بل يؤمن استمرار عمل المفتشين لنزع اسلحة العراق. وشدد المصدر على ان موسكو ترفض تحديداً الفقرات التي توحي بأن "الحرب هي الخيار الوحيد". ومن جانبه اكد المستشار الالماني ان "الامل يبقى حياً" وشدد على انه "ليس مستعداً للاستسلام" وسيواصل الجهود لتحقيق تسوية سلمية قال انها ممكنة في حال "توافر النيات الحسنة"، وشدد شرودر وبوتين على ضرورة "تعاون كامل" من الجانب العراقي وقال بوتين ان تطور الاوضاع "مرهون بالموقف العراقي" واكد انه ينوي مواصلة العمل مع القيادة العراقية لإقناعها بالتفاعل مع الاممالمتحدة. وفي السياق ذاته اشار المندوب الروسي الدائم لدى الاممالمتحدة سيرغي لافروف الى ان زميله العراقي ابلغه ان بغداد تنظر في اتلاف صواريخ "الصمود 2" وتوقع ان تشرع في ذلك قبل غد السبت. وفي بكين صدر بيان روسي صيني مشترك عن محادثات اجراها وزيرا خارجية البلدين واكدا ان "الحرب يمكن ويجب تفاديها"، وطالبا المجتمع الدولي ببذل كل ما يلزم لهذا الغرض مشددين على ان "طموحات المجتمع الدولي الى السلام يجب ان تحترم".