في اليوم الثاني من اجتماعات فصائل المعارضة العراقية في اربيل تبادلت تركيا والمعارضة العراقية التحذيرات، فيما لفت زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني الأميركيين الى ان "إطاحة نظام صدام حسين عملية سهلة لكن من الصعب ادارة البلاد من دون مساعدة المعارضة". وحذر الناطق باسم الرئاسة التركية امس أكراد العراق من "التصريحات الاستفزازية". وقال في مؤتمر صحافي أمس: "اننا نرغب في ان لا تدلي أي مجموعة معارضة في شمال العراق بتصريحات استفزازية". وأوضح ان تركيا تتابع عن كثب التطورات في شمال العراق الخارج عن سيطرة بغداد منذ انتهاء حرب الخليج في العام 1991، مؤكداً مصالح بلاده في هذه المنطقة التي يسيطر عليها أبرز حزبين كرديين. ولدى افتتاح اجتماع المعارضة العراقية أول من أمس في صلاح الدين اكد مسعود بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني ان الأكراد "يؤيدون أي تدخل يساعد الشعب العراقي ولكن ليس لزعزعة الاستقرار في هذا البلد" في اشارة الى تركيا. واضاف الناطق: "من الأفضل ان لا تعتبر المجموعات الكردية تركيا خصماً بل طرفاً يمكن التعاون معه في المنطقة". وتابع ان مصالح تركيا الاساسية التي وصفها ب"الخطوط الحمر" ما زالت قائمة في شمال العراق. واكد هوشيار زيباري، مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الكردستاني، الذي عين ناطقاً باسم أحزاب المعارضة المجتمعة في صلاح الدين ان "المعارضة العراقية موحدة في معارضتها لأي تدخل" تركي. واضاف: "انها وجهة نظر تلقى اجماع أطراف المعارضة كافة". وقال: "قررنا ارسال وفد عالي المستوى لاجراء محادثات متعددة الأطراف مع واشنطن وانقرة ونأمل بأن نلقى رداً ايجابياً". ورفض دعوة تركية الى نزع سلاح الأكراد، وقال: "انهم بالتأكيد لن ينزعوا سلاحنا" مستبقاً اتفاقاً محتملاً بين واشنطن وأنقرة على ذلك، مؤكداً ان "قضية نزع السلاح ليست من شأن تركيا وانما من شأن الحكومة العراقية القادمة". من جهته اعتبر طالباني انه "غير وارد على الاطلاق ان يتخلى أكراد العراق عن سلاحهم"، لكنه أضاف ان تركيا وجيران العراق الآخرين "يجب ألا يخشوا شيئاً من الجيب الكردي". وأضاف: "ليست هناك حاجة للدعوة الآن لنزع سلاح البيشمركة، فالدعوة الى نزع سلاحهم كأنها دعوة لتخليهم عن شرعيتهم وهذا مستحيل. اننا لا نريد اقامة دولة كردية مستقلة بل نريد اقامة دولة عراقية ديموقراطية مستقلة". من جهة أخرى، لفت طالباني الأميركيين الى أن "اطاحة صدام عملية سهلة لكن من الصعب ادارة البلاد من دون مساعدة المعارضة"، وقال: "حكم العراق يتطلب تعاوناً كاملاً مع قوى المعارضة وممثلي الشعب العراقي لتحقيق الحكم الديموقراطي في العراق". وقال طالباني ان واشنطن تحتاج لمعارضي صدام أكثر من حاجتها لمعارضي "طالبان" اذا كان لها أن تمضي قدماً في خطط تغيير الحكومة وتجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل. وتابع: "صحيح ان المعارضة العراقية لا تمثل الجميع لكنها تمثل ... قوة كبيرة ومؤثرة. اذا كان التحالف الشمالي في افغانستان يمثل قوة معينة فإننا نمثل التحالف الشمالي الجنوبي". وفي محاولة لتهدئة مخاوف الأكراد أصدر زلماي خليل زاد ممثل الرئيس الأميركي جورج بوش لدى المعارضة العراقية في صلاح الدين بياناً يؤكد ان تحرك القوات التركية سيكون بالتنسيق التام مع قوات التحالف المناهض لصدام. وقال: "اننا على ثقة بأن أي عملية يقوم بها التحالف ستكون منسقة بشكل تام ولا توجد لدى تركيا أي نية للتحرك خارج هذا الاطار في شمال العراق، وقوات التحالف ستنسحب كلياً فور انتهاء العمل".