أعلن الفريق عامر السعدي المستشار في ديوان الرئاسة العراقية حصول "بعض الاختراقات التقدم" في مجال نزع الاسلحة على رغم ان بغداد لم تقرر حتى الآن الاستجابة لطلب رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك هانس بليكس تدمير صواريخ "الصمود -2" التي يتجاوز مداها 150 كلم المسموح به من قبل الاممالمتحدة. وكان بليكس اعلن الثلثاء في نيويورك انه تلقى من السلطات العراقية ست رسائل تتضمن "عناصر ايجابية" في مجال نزع الاسلحة بينها "مئة وثيقة تتعلق بتدمير عناصر محرمة سنة 1991 إضافة الى قنبلة تحتوي سائلاً". كما اعتبر الناطق باسم "انموفيك" هيرو يواكي ان تعاون العراقيين في مجال الاسلحة البيولوجية "اشارة ايجابية"، موضحا ان العراقيين باشروا عمليات نبش اسلحة بيولوجية في التاسع عشر من الشهر الجاري في موقع العزيزية على بعد مئة كلم جنوب غربي بغداد لتمكين المفتشين من التحقق منها. واعلن السعدي ايضاً انه سلم لجنة "انموفيك" لائحة جديدة تضم اسماء 38 عالما شاركوا في عمليات تدمير الاسلحة البيولوجية لتتمكن اللجنة من مقابلتهم والتحقق من المعلومات. ويبدو ان هذه المبادرات العراقية الجديدة تهدف الى دعم مؤيدي مواصلة المفتشين عملهم في مجلس الامن بزعامة فرنسا في مواجهة واشنطن ولندن اللتين تضغطان من اجل استصدار قرار دولي يجيز اللجوء الى القوة. كما انها تأتي قبل ايام من تقديم بليكس، الذي ما انفك يطلب مزيداً من التعاون من العراق، تقريراً جديداً الى مجلس الامن في شأن سير عمليات التفتيش. وذكر ديبلوماسي في بغداد ان العراق، الذي يدرك ان جهوده لا تكفي لمنع الرئيس الاميركي جورج بوش من شن حرب عليه، يأمل على الاقل بعزل الولاياتالمتحدة وبريطانيا في مجلس الامن. وقال: "يبدو العراقيين مسلمين بالحرب، غير انهم يأملون على الاقل بأن يتحرك الاميركيون من دون دعم مجلس الامن لاحراج الرئيس الاميركي جورج بوش وتحريك الرأي العام العالمي". وكان الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر صرح اول من امس ان الرئيس الاميركي يعتبر ان عمليات التفتيش في العراق لم تصل بعد الى طريق مسدود، فيما ذكرت الناطقة باسم الخارجية الاميركية اماندا بات "في حال دمرت بغداد هذه الصواريخ الصمود ام لم تدمرها فهي لم تنفذ بعد القرار 1441". صدام يرفض المنفى وكان الرئيس العراقي صدام حسين أكد في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية "سي بي اس" ان كل الصواريخ التي حظرت مثل صواريخ "سكود - بي" المتوسطة المدى قد دمرت. واضاف في مقابلته "الصواريخ التي تتحدثون عنها والتي لا تتوافق مع القرارات الدولية لا وجود لها. لقد تم تدميرها". واكد صدام في مقابلة أجراها معه الصحافي دان راذر 71 عاما صباح الاثنين في احد القصور الرئاسية في بغداد، ان بلاده "تعتزم احترام القرار الدولي 1441 وتطبيقه". ورفض الرئيس العراقي في المقابلة رفضاً باتاً فكرة الرحيل الى المنفى التي طرحتها الادارة الاميركية ومسؤولون دوليون لتجنب الحرب. وقال: "لقد ولدت في العراق. وانني فخور كوني ولدت عراقياً ... ومن يقرر التخلي عن وطنه بناء لطلب شخص ليس متمسكا بهذه المبادئ". مضيفاً: "سنموت هنا في هذا البلد ونحافظ على شرفنا". ونفى صدام وجود أي علاقة بين العراق وتنظيم "القاعدة" خلافاً لتأكيدات الادارة الاميركية. وقال: "العراق لم يقم يوماً علاقات مع "القاعدة" واعتقد ان اسامة بن لادن اكد اخيرا في خطاب له اننا لا نقيم علاقات معه". ورفض فكرة تدمير آبار النفط وخزانات المياه في العراق في حال شنت الولاياتالمتحدة عملية عسكرية. وقال: "العراق لا يحرق ثروته ولا يدمر آباره. نأمل مع ذلك ألا يخفي هذا السؤال تلميحاً على ان الذين يريدون اجتياح العراق سيدمرون الآبار العراقية والبنى التحتية النفطية العراقية". وكانت الصحف الاميركية نقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية قولهم ان النظام ينوي تجويع شعبه واحراق آبار النفط في حال تعرضه لهجوم اميركي. وهذه المقابلة التي اجراها الصحافي الاميركي هي الاولى التي يمنحها الرئيس العراقي لصحافي اميركي منذ عشر سنوات. وكان راذر اجرى حديثاً مع صدام حسين في آب اغسطس 1990. وبثت المقابلة أمس كاملة على شبكة التلفزيون الاميركية "سي بي اس" فيما نشرت مقاطع منها مساء أول من أمس. على صعيد آخر، توقع الامين العام لمؤتمر القوى الشعبية العربية سعد قاسم حمودي ان يواجه مشروع القرار الاميركي الفشل في مجلس الامن لفتح المجال امام شن حرب على العراق. وقال ان هذا المشروع "ولد معزولاً ولا أمل بأن يحصل على الاصوات اللازمة لتبنيه داخل مجلس الامن".