قطع الثلج الطريق البرية بين بيروتودمشق منذ ظهر أمس، وتعمل الاجهزة المعنية لفتحها لكنها تواجه بعواصف ثلجية تفيد الأرصاد الجوية انها ستصل الى الساحل اللبناني اليوم أو غداً، وكانت أمس عند ارتفاع 600 متر عن سطح البحر. وفيما تتوقع الأرصاد انحسار العاصفة مساء غد، سجلت الامطار اعلى نسب لها 3،732 ملم في بيروت مثلاً. وليس لبنان وحيداً في عواصف المطر والثلج التي تجتاح مصر والمشرق العربي، لكنه الأكثر تضرراً، إذ قدرت خسائره بملايين الدولارات، خصوصاً في وادي البقاع الذي تحول في معظمه الى بحيرة وفي سهول الجنوب وعكار، فقطع معظم الطرقات الجبلية وغمرت المياه عشرات البيوت، وعزلت عدداً من القرى تعمل قوى الجيش والدفاع المدني لانقاذ سكانها. ويتوقع اللبنانيون بعد انحسار العواصف اعلان بعض الأقضية مناطق منكوبة راجع ص7. وهبت عاصفة أدت الى تساقط البرد على الكويت، وفي مصر تأثرت حركة النقل في شمال البلاد لكثرة السحب المنخفضة والمتوسطة، كما اثرت غزارة الأمطار في حركة الصيد البحري، وأعلنت الحكومة حال طوارئ على الطرق السريعة. وانقذت البحرية الاسرائيلية مركباً مصرياً على بعد 50 كيلومتراً من ميناء حيفا، كان على متنه 7 أشخاص. وغمر الثلج مناطق الأردن التي يزيد ارتفاعها على 800 متر وانخفضت الحرارة خلال الليل الى دون الصفر، وعلقت الدراسة في عدد من المدارس والجامعات بسبب العواصف الثلجية المصحوبة بالضباب. وأعلنت بلدية عمّان حال الطوارئ، وجهزت 65 فرقة لفتح الشوارع التي أغلقتها الثلوج، واستحدثت مراكز طوارئ في المحافظات تحسباً لدهم السيول مضارب البدو. واستقبل الفلسطينيون العواصف بمشاعر متناقضة، ويتوقعون ان يكمل الثلج تغطية المناطق الجبلية خلال 48 ساعة من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، فيما تهدد الفيضانات المناطق المنخفضة. ولم تكن عائلات المعتقلين الذين يزيد عددهم على 6 آلاف اسير تحتاج الى الثلج لتتذكر معاناة الأبناء الذين زج بحوالى 4 آلاف منهم في خيم لا تقي من برد أو من جوع. ويواجه السوريون فيضاناً في مجرى نهر العاصي يماثل فيضان نهر الليطاني في لبنان، اذ أدى ارتفاع منسوب المياه الى اغراق بيوت ومحال اقيم معظمها على ضفة النهر بما يخالف القانون. لكن دمشق تشهد مع الاحوال الجوية العاصفة عودة الحياة - المياه الى نهر بردى الذي تغنى به الشعراء ونسيه سكان العاصمة السورية، بل ان قسماً من مجراه في وسط المدينة جرى تبليطه. وعاد النهر ليحفر مجراه في المدينة بمعدل تدفق يصل الى 14 متراً مكعباً في الثانية. وهدمت الأمطار منزلاً في مدينة حماة فتوفي ستة وفقد عدد مماثل، وتوقفت حركة السير وغرقت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.