وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون ضربة قاسية لمساعي التوصل الى هدنة عندما استهدفت قواته بلدة بيت حانون في قطاع غزة ومدينة نابلس شمال الضفة الغربية وحولتهما الى ساحتين لمواجهات اسفرت عن استشهاد عشرة فلسطينيين، ما دفع السلطة الفلسطينية الى مطالبة مجلس الامن بعقد جلسة عاجلة لفرض "عقوبات" على اسرائيل ووقف "عدوانها"، في حين رد المقاتلون الفلسطينيون باستهداف مدينة سديروت جنوب اسرائيل بصاروخ من طراز "القسام". وتزامن العدوان الاسرائىلي مع فشل المفاوضات الائتلافية التي أجراها شارون مع حزب "العمل" بهدف ضمه الى حكومة "وحدة وطنية"، وما اعقب ذلك من توصله الى اتفاق مع حزب المتدينين الوطنيين مفدال، المعروف بأنه حزب المستوطنين. راجع ص 6 و7 وفيما كانت الفصائل الفلسطينية تستعد لخوض غمار جولة جديدة من حوار القاهرة في مسعى الى التوصل الى هدنة لمدة عام، سعى شارون الى جر هذه الفصائل الى معركة جديدة تحول دون العودة الى طاولة المفاوضات، اذ استهدفت قواته بلدة بيت حانون ومدينة نابلس بذريعة انهما مصدر للاستشهاديين ولصواريخ "القسام" التي تستهدف اسرائيل. واسفر اجتياح بيت حانون عن معارك ادت الى استشهاد ستة فلسطينيين وعشرات الجرحى والمعتقلين، اضافة الى تدمير ستة منازل. وكان اللافت ان الاجتياح لم يحل دون سقوط صاروخ "القسام" على جنوب اسرائيل اطلق من شمال قطاع غزة فيما كانت الاشتباكات دائرة. كما اسفرت اشتباكات اخرى عن سقوط شهيدين قرب مستوطنة "نتساريم"، وخان يونس في قطاع غزة، كما سقط شهيد في نابلس وآخر في طولكرم، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الى عشرة، في حين الحق المقاتلون الفلسطينيون خسائر بدبابتين اسرائيليتين وقتلوا جنديا. في غضون ذلك، كشف امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن ل"الحياة" ان منظمة التحرير وافقت على فكرة وقف عسكرة الانتفاضة لمدة عام في مقابل ان تطالب مصر اسرائيل بوقف اغتيال المتهمين بأنهم وراء هجمات ووقف الملاحقات والاقتحامات، على ان يكون ذلك خطوة نحو الانسحاب من الاراضي التي اعيد احتلالها لدى اندلاع الانتفاضة، موضحا ان الدعوة الى وقف العسكرة لا تعني إنهاء الانتفاضة او الغاء حق المقاومة. وكشف انه حمل الى حوار القاهرة موافقة اللجنة المركزية لحركة "فتح" على المبادرة المصرية، مضيفا ان "كتائب الاقصى" التابعة ل"فتح" هي "مشكلتنا ونحن نتكفل بحلها بطريقتنا". واعتبر ان التعديلات الاسرائيلية على "خريطة الطريق قد تكون مناورة لانتظار ما تسفر عنه الازمة العراقية"، متوقعاً في حال وقوع الحرب ترحيلاً للقيادات الفلسطينية او بعض منها او عمليات ترحيل داخلية. كما توقع المزيد من الاحتلالات وإلغاء السلطة في غزة.