استشهدت دراسة / تحليل لقطاع النفط العراقي تم نشرها في صحيفة "وول ستريت جورنال" بالتجربة الايرانية بعد الحرب مع العراق وما آل اليه القطاع النفطي الذي تضرر من حرب الثماني سنوات. وافادت الدراسة ان القطاع النفطي في ايران لم يتعاف حتى الآن وبعد مرور اكثر من 14 عاماً على توقف الحرب. لكن رأياً آخر يفيد بأن القطاع النفطي الايراني لم يتعاف بسبب العقوبات الاميركية ايضاً والقيود المفروضة على تطوير الحقول وعلى الاستثمار. ونسبت "وول ستريت جورنال" الى جوليا نانسي، المحللة في شركة "بي. اف. سي. انرجي" في واشنطن، قولها: "في ظل حكومة مستقرة وموالية للغرب في بغداد يمكن ان تستغرق عملية احياء القطاع النفطي ما يصل الى خمس سنوات على الاقل اذا اخذنا المثال الايراني". لكن صحيفة "فايننشال تايمز" نسبت الى فيرا دي لا دوسيت من مركز ابحاث الطاقة في كمبريدج قولها: "يمكن ان تتأخر عودة الانتاج العراقي الى الاسواق بين سنتين او ثلاثة اذا تضررت الآبار والحقول بالحرب". تفاؤل لكن وزير النفط العراقي السابق فاضل الجلبي يعطي نظرة اكثر وردية للموقف ويُقسم مستقبل قطاع النفط العراقي واسلوب التعامل معه وتطويره الى قسمين: 1 - استرداد قطاع النفط عافيته ويستغرق بين سنة وسنتين ويستهدف اعادة الانتاج الى مستوى عام 1990 اي 3.5 مليون برميل من مستواه الحالي البالغ 2.5 مليون برميل يومياً. 2 - مرحلة التطوير التي قد تشارك فيها كبريات شركات النفط الدولية العملاقة مثل "بي. بي." و"توتال" و"شيفرون / تكساكو" و"اكسون موبيل" و"شل" و"لوكاويل" و"ايني" وغيرها لزيادة الانتاج واضافته بنحو 4.5 مليون برميل يومياً، ليصل المجموع سنة 2008 الى 8 ملايين برميل او حتى الى ما بين 10 و12 مليون برميل يومياً ما قد يتجاوز قدرات الانتاج في كل من السعودية وروسيا في نهاية العقد الجاري. ونسبت "فايننشال تايمز" الى جيمس سيمبسون مدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في شركة "شيفرون" قوله: "لن يكتمل هذا السيناريو بين ليلة وضحاها... يجب ان نكون صبورين للغاية". ويقول آدام سيمينسكي محلل شؤون الطاقة في "دويتشه بنك" انه يمكن "من الناحية النظرية زيادة الانتاج العراقي بصورة كبيرة" لكنه يعتقد ان كل شيء يتوقف على الطلب في الاسواق الدولية وعلى تطور الاقتصاد العالمي. ويشير الى ان زيادة القدرات العراقية تحتاج الى استثمارات كبيرة في وقت يحتاج العراق الى انفاق مبالغ ضخمة على عملية اعادة الاعمار في قطاعات مختلفة. وكان خام القياس الاوروبي "برنت" فتح على ارتفاع صباح امس في العقود التي تم تداولها في بورصة النفط الدولية في لندن محققاً مكاسب وصلت الى 43 سنتاً في التعاملات الالكترونية، بعد انخفاض بسبب عمليات بيع لجني الارباح مدعوماً ببيانات متضاربة في تقرير عن المخزونات الاميركية. وارتفع "برنت" عند الثامنة بتوقيت غرينيتش 44 سنتاً الى 32 دولاراً للبرميل بعد انخفاضه 67 سنتاً في اليوم السابق عندما تراجع الى ادنى مستوياته منذ اسبوعين. ولا تزال الاسعار اعلى بمقدار عشرة سنتات منذ بداية السنة ولا تزال قريبة من اعلى مستوياتها منذ عامين البالغ 33.10 دولار الذي سجله قبل اسبوع، مع تركز الاهتمام على العراق في حين تحضر الاممالمتحدة لاصدار قرار جديد يمهد الطريق للحرب. وتجاوز "برنت" مستوى 32 دولاراً للبرميل عند الثالثة بعد الظهر بتوقيت غرينيتش. وارتفع الخام الاميركي الخفيف في عقود نيسان ابريل 46 سنتا الى 35.20 دولار للبرميل على نظام اكسيس للتعاملات الالكترونية. وهبط سعر السولار ملاحقاً خسائر "برنت" ليسجل 299 دولاراً للطن بانخفاض 2.25 دولار. ويقول المتعاملون انه على رغم ان مخزونات الخام الاميركي ارتفعت في ما يبدو عن ادنى مستوى لها منذ 28 عاماً الذي سجلته الاسبوع الماضي الا ان مخزونات منتجات النفط مثل زيت التدفئة انخفضت اكثر قليلا من المتوقع الخميس. وزاد من دعم السوق انهاء اضراب عمال النفط في نيجيريا المصدر الكبير للولايات المتحدة. وذكرت وكالة انباء "اوبكنا" امس الجمعة ان سعر "سلة اوبك" انخفض الخميس الى 31.48 دولار للبرميل من 31.95 دولار الاربعاء. وتحدد سعر الذهب في لندن امس عند 354 دولاراً للاونصة ارتفاعا من 351.55 دولار في جلسة القطع المسائية الخميس. وبلغ سعره عند الاقفال في نيويورك اول من امس 352.25 / 353 دولارا.