حذر الرئيس جورج بوش الرئيس صدام حسين من انه "يهدر" آخر فرصة لنزع الأسلحة سلماً، وأعلن ان أميركا وحلفاءها سيحققون نصراً كاسحاً في حال شن حرب. وأطلعت واشنطنبريطانيا واسبانيا على مشروع قرار "العواقب الوخيمة" للعراق والذي أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول انه لن يتضمن "مهلة نهائية" لبغداد. لكنه شدد على أن "الوقت ينفد"، في حين نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول أميركي يرافق بوش في زيارته لولاية جورجيا، أن مشروع القرار الجديد سيقدم الاسبوع المقبل راجع ص 2 و3 و4. في غضون ذلك أكد مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" ان الحرب على العراق باتت حتمية، وستندلع مطلع آذار مارس، مرجحاً تحركاً أميركياً بعد مداولات لمجلس الأمن الاسبوع المقبل بحيث يعلن رئيسا هيئتي التفتيش هانس بليكس ومحمد البرادعي مغادرة المفتشين العراق. وكان الرئيس المصري حسني مبارك اعتبر ان زيادة عدد المفتشين ليست حلاً للأزمة العراقية، فيما أكدت موسكو أنها لن تتخلى عن حقها في استخدام "الفيتو"، لكنها أكدت ان لا مبرر له الآن. وكشفت عن ضغوط شديدة على المفتشين لدفعهم الى الانسحاب من العراق. وفي حين هدأت على "جبهة" العلاقات الأميركية - الأوروبية، بعد الخلاف على كيفية التعامل مع الأزمة، حدد باول مهلة ساعات لأنقرة لتبت نهائياً في العرض الأميركي الجديد لنشر قوات في الأراضي التركية، يفترض أن تفتح جبهة ثانية في شمال العراق. وهددت واشنطن بالتخلي عن فتح هذه الجبهة والاستغناء عن الدور التركي وخوض الحرب من الجبهة الجنوبية للعراق. وذكر باول أن العرض الجديد هو "الحد الأقصى"، متوقعاً رداً ليل أمس، في وقت استبعد ذلك وزير الخارجية التركي يشار ياكيش. وكان الأمين العام للحلف الأطلسي جورج روبرتسون صرح بعد لقائه بوش بأن هناك "دليلاً قوياً" على أن العراق سيهاجم تركيا اذا تعرض لغزو. الى ذلك قال الرئيس بوش في كلمة ألقاها في كينسو بولاية جورجيا، ان أميركا وحلفاءها سيحققون نصراً كاسحاً، في حال شن حرب على العراق، محذراً صدام من أنه "يهدر" آخر فرصة لنزع الأسلحة المحظورة سلماً. وزاد: "اذا بات استخدام القوة ضرورة لنزع أسلحة العراق، فإن هذه الأمة ومعها آخرون، سيعملون بحسم في قضية عادلة، وستكون لنا الكلمة العليا". وكان الناطق باسم البيت الأبيض اتهم بغداد ب"التحدي"، وقال انها لم تقدم تفاصيل عن الأسلحة ومعلومات أخرى، وطلبت ابلاغها بموعد طلعات طائرات التجسس من طراز "يو 2" قبل 48 ساعة، و"أكدت انها لن تدمر صواريخ الصمود". وذكر أن استجواب المفتشين للعلماء العراقيين توقف. وفي نيويورك، توقعت مصادر غربية التصويت على مشروع القرار الجديد في النصف الأول من آذار، فيما أشارت مصادر أميركية الى أن البيت الأبيض لم يقرر بعد الأطر الزمنية، وهل الانذار الضمني لأسبوعين أو ثلاثة، هي الفترة الفاصلة بين طرح المشروع والتصويت عليه. وأذيع في بغداد أن صدام رأس اجتماعاً عسكرياً لدرس استعدادات الجيش لمواجهة التهديدات الأميركية، و"سبل تعزيز قدرات العراقيين".