انتقل الرئيس حسني مبارك الى فرنسا، المحطة الثانية في جولته التي بدأها في المانيا حيث حض في مؤتمر صحافي مع المستشار غيرهارد شرودر، على اعطاء المفتشين في العراق مزيداً من الوقت، لكنه قال: "هذا الوقت يجب ان يكون محدوداً". وأعلن ان "القانون الدولي يجب احترامه، وكذلك تطبيق قرارات مجلس الأمن"، مشيراً الى ان القضية الفلسطينية "أخطر بكثير من قضية العراق". وشدد على ان الرئيس جورج بوش وعده ب"العمل بقوة لحل أزمة الشرق الأوسط بعد الانتهاء من مسألة العراق"، وقال ان على الرئيس "صدام حسين ان يتعاون في شكل كامل مع المفتشين وإلا ستندلع الحرب". واعتبر شرودر ان لا مبرر لقرار جديد لمجلس الأمن، مجدداً دعوته الى حل سلمي للأزمة. اتفق المستشار شرودر والرئيس مبارك خلال لقائهما في برلين امس على ضرورة تنفيذ العراق القرار 1441 في صورة كاملة وان تحل الأزمة سلماً. وقال شرودر في المؤتمر الصحافي الذي اعقب اجتماعه مع مبارك في مقر المستشارية ان القرار يفرض على العراق التعاون مع المفتشين، ويدعو الى اعطائهم الوقت الذي يحتاجون اليه لأداء مهمتهم. وأعلن مبارك ان المطلوب من العراق الذي "حقق تقدماً ملحوظاً في تعاونه مع الأممالمتحدة" ابداء مزيد من التعاون الشامل معها لتفادي الحرب، مشدداً على ان منطقة الشرق الأوسط تواجه أزمتي العراق والصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، مشيراً الى ان القضية الفلسطينية "أخطر بكثير من قضية العراق". وحذر من ان "تعاوناً غير كامل من بغداد مع مفتشي الأسلحة، سيؤدي في النهاية الى عواقب وخيمة نريد تفاديها". ولاحظ شرودر ان الرئيس المصري "عرض في صورة جلية" النتائج المدمرة التي يمكن ان تنتج عن حرب في المنطقة، وانه حذر من الظلال السلبية على الحملة الدولية لمكافحة الارهاب. ودعا المستشار الألماني الى "اتخاذ خطوات عملية لحل الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني"، فيما شدد مبارك على ان القضية الفلسطينية هي "من أخطر القضايا ولب المشاكل في المنطقة". واضاف: "اعتقد انني تكلمت مع الرئيس جورج بوش في هذا الخصوص، وهو وعد بأنه بعد الانتهاء من مسألة العراق سبدأ العمل بقوة لحل أزمة الشرق الأوسط". وزاد ان هذه الأزمة اشد تعقيداً من أزمة العراق "وإذا لم تحل ستكون هناك اخطار على المنطقة والعالم". ورداً على سؤال عن قدرة القمة العربية على مواجهة الحرب قال الرئيس المصري ان القمة العربية "مثل القمة الأوروبية والقمة الاسلامية وغيرها، ليست لديها القوة التى تجعلها تحدد ما يجب عمله". ونفى شرودر ان يكون موقفه المعارض لحرب على العراق تكتيكياً انتخابياً، مشيراً الى ان مسؤوليته في الحكم تجعله يسعى الى بذل كل جهد ممكن للالتزام بالقوانين الدولية. وتابع ان مطلب نزع أسلحة الدمار الشامل لا يقتصر على العراق بل هو موجه الى دول اخرى مثل كوريا الشمالية. وذكر شرودر ان محادثاته مع الرئيس المصري تناولت ايضاً العلاقات الثنائية "الجيدة والتي يمكن ان تكون أفضل سياسياً واقتصادياً". وأعلن انه سيشارك مبارك في افتتاح الجامعة الألمانية - المصرية الجديدة في القاهرة في الرابع من تشرين الأول اكتوبر المقبل. وفي حديث الى التلفزيون الألماني قال مبارك ان واشنطن اعطت العراق اسابيع للإذعان ونزع سلاحه، ودعا الرئيس العراقي الى "التعاون في شكل كامل مع المفتشين، وإلا ستندلع الحرب". ورافق مبارك في زيارته ألمانيا وفد كبير يضم وزير الخارجية أحمد ماهر وسفير مصر لدى المانيا محمد العرابي واعلاميين، وكان اجتمع أول من امس مع وزير الخارجية يوشكا فيشر ووزيرة التعاون الاقتصادي والانماء هايدماري فيتشوريك - تسويل. وانتقل الرئيس المصري والوفد المرافق الى باريس للاجتماع مع الرئيس جاك شيراك. يذكر ان شرودر كان نفى في شكل قاطع ان يكون غير موقفه المعارض للحرب على العراق، من خلال موافقته على بيان القمة الأوروبية في بروكسيل، الذي نص على عدم استبعاد الحرب كوسيلة اخيرة. ورفض المستشار الألماني صدور قرار ثان لمجلس الأمن، مشيراً الى ان القرار 1441 كافٍ. وقال شرودر ان بيان الاتحاد الأوروبي "لا يعني تغييراً في سياسة حكومته"، وانه اثبت في كوسوفو وافغانستان ان من غير الممكن استبعاد الحرب كوسيلة اخيرة للسياسة. وزاد ان هذا الموقف لا يمكن ان ينطبق على كل النزاعات، اذ يجب تقويم كل نزاع على حدة. وبعدما تحدث عن وجود "فلسفات مختلفة بين المانيا وبريطانيا وبين المانيا واسبانيا"، قال المستشار ان البيان الأوروبي شكّل مساومة بين 15 دولة، وما سرّه ان أوروبا شددت على اهتمامها بحل الأزمة العراقية سلماً. وتابع ان المعارضة الألمانية "سقطت في عيون الناس" الذين يطالبون بحل سلمي للأزمة، متهماً اياها باعتماد اساليب ضيقة. وقال للقناة التلفزيونية الأولى ان من الأفضل الاكتفاء الآن بالقرار 1441 الذي حدد شروط عمل المفتشين، داعياً الى تعزيز مهمتهم، ومعرباً عن اقتناعه بأن هذا التعزيز سيحصل "لذلك لا أرى الآن أي سبب لصدور قرار ثان" لمجلس الأمن.