سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تنفيذاً لاتفاق الطائف ... وبفضل نجاح الخطوات السابقة وجاهزية الجيش اللبناني . لبنان : مرحلة جديدة من اعادة انتشار القوات السورية و4 آلاف جندي يغادرون مناطق في الجبل والشمال نهائياً
أعلنت من القصر الجمهوري اللبناني أمس اعادة انتشار جزئية للقوات السورية في لبنان تطبيقاً لاتفاق الطائف. وهذه المرة الثانية التي تعلن فيها رسمياً اعادة الانتشار، عقب اجتماع لجنة عسكرية تتألف من كبار الضباط في الجيشين السوري واللبناني. وقال مصدر رسمي لبناني ل"الحياة" ان عدد القوات السورية التي ستغادر من مناطق عرمون، عاليه، البترون الشمال ساحلاً وجبلاً، بدءاً من اليوم يقارب الأربعة آلاف جندي وضابط مع آلياتهم، اي زهاء فوج من الجيش السوري. وكان وفد مشترك من قيادة الجيشين اللبناني والسوري عرض على رئىس الجمهورية اميل لحود الاجراءات التي ستتخذها القيادتان العسكريتان ل"تنفيذ مرحلة جديدة من اعادة انتشار وحدات من الجيش السوري في عدد من المناطق اللبنانية، تطبيقاً ل"الطائف" في اطار التعاون والتنسيق القائمين بين البلدين في المجالات المختلفة، وعملاً بتوجيهات لحود والرئىس السوري بشار الأسد"، بحسب ما جاء في بيان للقصر الجمهوري. وضم الوفد السوري رئىس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد حسن توركماني ونائب رئيس الأركان العماد علي حبيب ورئىس هيئة العمليات اللواء صلاح النعيمي وقائد القوات العربية السورية العاملة في لبنان اللواء أحمد العلي ومدير الادارة السياسية اللواء غسان فارس ومدير مكتب رئىس الأركان العميد فخر الدين مكحل ورئىس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان العميد رستم غزالة والعقيد عبداللطيف فهد والنقيب سامر شاهين. وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد ميشال سليمان ورئىس الأركان اللواء رمزي أبو حمزة ونائب رئيس الأركان للعمليات العميد حسين شاهين ومدير المخابرات ريمون عازار ومدير التوجيه العميد الياس فرحات. وأطلع الوفد المشترك لحود على نتائج اجتماعاته التي درس فيها الترتيبات الخاصة بإعادة انتشار القوات السورية العاملة في لبنان وفق "خطة عملانية تشمل منطقة الشمال، واستكمالاً للمراحل السابقة". وأشاد لحود ب"الدور الذي أدته القوات السورية في تعزيز الاستقرار وتحصين مسيرة السلم الأهلي"، منوهاً ب"ما قدمته القيادة السورية من مساعدة الجيش اللبناني في عملية اعادة بنائه وفي قيامه بالمهمات الأمنية التي أوكلت اليه في مختلف المناطق اللبنانية". واعتبر ان "هذا الاستقرار أعاد الى لبنان دوره وحضوره الاقليمي والدولي، خصوصاً بعد تحرير القسم الأكبر من الجنوب من الاحتلال الاسرائىلي، ومكنه من مواجهة التطورات المتصلة بالنزاع العربي - الاسرائىلي". وركز على "أهمية التنسيق القائم بين لبنان وسورية في مجال السياسة الخارجية والذي أعطى الموقف العربي في المحافل العربية والدولية زخماً". وكذلك اطلع الوفد وزير الدفاع خليل الهراوي على هذه الخطوة، وعرض معه "مسيرة التعاون والتنسيق بين الجيشين". ونوَّه الهراوي بفاعليته، مشيداً ب"الانجازات التي حققها على صعيد حفظ الأمن والاستقرار الداخلي في لبنان". وأشار الى ان "هذه الخطوة تأتي استكمالاً لعملية اعادة الانتشار التي انطلقت تطبيقاً للطائف بتوجيه من الرئىسين لحود والأسد اثر القمة اللبنانية - السورية واجتماع المجلس الأعلى اللبناني - السوري في نيسان ابريل الماضي". وأوضح ان "نجاح الخطوات الأولى مهد لهذه التدابير التكميلية في ظل ارتياح رسمي كبير الى جاهزية التنسيق بين الجيشين لمواجهة أي تطورات في المنطقة". وكان الوفد المشترك عقد اجتماعاً في قيادة الجيش في اليرزة في "اطار اتفاقية الأخوَّة والتعاون والتنسيق والتعاون بين البلدين الشقيقين لبنان وسورية"، درست خلاله مسائل التعاون والتنسيق بينهما بما في ذلك البحث في "اعادة انتشار بعض وحدات القوات السورية العاملة في لبنان في منطقة الشمال والتي ستتم خلال خمسة أيام سنداً لتقدير الاحتياجات والمتطلبات الأمنية والدفاعية في لبنان"، بحسب بيان لقيادة الجيش. وأضاف: "تم التوصل الى توصيات محددة في هذا الشأن، كما تم التشديد على استمرار التنسيق والتعاون الأخوي في مختلف المجالات الأمنية والعسكرية التي تعزز أمن البلدين الشقيقين وتدعمه في مواجهة مختلف الاستحقاقات وعلى رأسها التهديدات الاسرائيلية". وأشار البيان الى أن "البحث تطرق الى الأحداث الجارية في المنطقة وخصوصاً في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة والوضع المتأزم في العراق وضرورة العمل العربي المشترك من أجل تجنيب المنطقة ويلات حروب جديدة". وأبدى العماد سليمان شكر الجيش اللبناني وتقديره ل"التضحيات التي بذلتها سورية وجيشها الشقيق بقيادة الرئىس الأسد في سبيل تعزيز وحدة لبنان وسيادته ودعم أمنه واستقراره ومقاومته". وأبدى العماد توركماني "استعداد سورية الاسد لتقديم الدعم الى الجيش اللبناني في مختلف الظروف"، منوهاً ب"القوات المسلحة اللبنانية وجاهزيتها وأدائها". ولاحقاً، اطلع رئىس المجلس النيابي نبيه بري على هذه الخطوة من وفد ضم العميد غزالة ورئىس فريق المراقبين السوريين العميد محمد خلوف والعقيد فهد عن الجانب السوري والعميد عازار عن الجانب اللبناني. وشدد بري على "الدور الايجابي الذي أدته القوات السورية ولا تزال، في تعزيز الاستقرار ووحدة الشعب اللبناني وتضامنه حيال مخططات العدو الاسرائيلي وما تتعرض له المنطقة من مؤامرات". وأشاد رئىس الحكومة رفيق الحريري بعدما اطلعه العميد غزالة على هذه الخطوة، ب"الجهود التي بذلتها القوات السورية في لبنان والتضحيات التي قدمتها في سبيل الحفاظ على وحدته واعادة الأمن الى ربوعه". وقال "انها تؤكد حرص سورية على صدق التعاطي مع لبنان وتعكس عمق المساعدة التي قدمتها طوال السنوات الماضية وأهميتها، ليتخطى أزمته ويحرر اراضيه من الاحتلال الاسرائيلي ويعود لأداء دوره في المنطقة العربية والعالم". وشدد على ان "ما يحصل اليوم انما يأتي في اطار المبادرة التي اطلقها الرئىس الأسد والالتزام بها في اعادة الانتشار وتسليم القوى الأمنية اللبنانية مهماتها في حفظ الأمن بعدما أصبحت قادرة على القيام بها". وأكد الحريري ان "سورية ستبقى ضامنة للاستقرار في لبنان وهو حريص كل الحرص على الاستمرار في علاقاته المميزة مع سورية على كل الصعد لمواجهة الأخطار والتحديات التي تعصف بالمنطقة". ورحب وزير الأشغال العامة والنقل نجيب ميقاتي بخطوة اعادة الانتشار في الشمال. واعتبر انها "تؤكد قدرة الجيش اللبناني على القيام بالمهمات الأمنية المطلوبة منه وعلى الدعم الذي تقدمه سورية للبنان ولجيشه للمساهمة في ترسيخ السلم الأهلي في البلاد". وأشار الى ان توقيت اعادة الانتشار يدل الى "قدرة القيادتين اللبنانية والسورية على تجاوز الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة حالياً". ورحب نائب رئىس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان بهذه الخطوة، وقال: "انها تندرج في اطار تعميق التفاهم والتنسيق بين لبنان وسورية تنفيذاً للطائف الذي كان لسورية فضل كبير في انجازه".