بيروت - "الحياة" - منح رئىس الجمهورية اللبنانية اميل لحود اللواء الركن غازي كنعان الذي شغل منصب رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان عشرين عاماً، وسام "الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر"، تقديراً ل"عطاءاته من أجل لبنان". وكان كنعان قام أمس بجولة على كبار المسؤولين اللبنانيين في زيارات وداعية عشية مغادرته الى سورية حيث سيتسلم مهماته الجديدة رئيساً لجهاز الأمن السياسي في سورية. ورافقه خلفه العميد رستم غزالة في الجولة التي شملت الى لحود رئىس الحكومة رفيق الحريري ووزير الدفاع خليل الهراوي وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ومدير المخابرات في الجيش العميد ريمون عازار. وأكد الرئيس لحود، خلال اللقاء، ان العلاقات اللبنانية - السورية المرتكزة الى الأخوة والتعاون والتنسيق "تشكل قاعدة رئىسية لتعزيز استقرار البلدين ومناعتهما في مواجهة اسرائيل، والاستحقاقات الاقليمية الطارئة"، معتبراً ان "التجربة أثبتت انهما قادران على مقاومة الضغوط من أي جهة أتت، من خلال الرؤية الاستراتيجية المشتركة التي أرسى قواعدها الرئيس الراحل حافظ الأسد، ويكمل مسيرتها اليوم الرئىس بشار الأسد، وهي أثمرت انسجاماً تاماً بين القيادات السياسية في كل من البلدين وبين تطلعات الرأي العام فيهما، حيث ان التطورات الاقليمية الجارية لن يكون لها أي تأثير في مناخ الاستقرار العام في البلدين". وأشاد لحود بالجهود التي بذلها كنعان طول مدة وجوده في لبنان لتعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التعاون بين الجيشين اللبناني والسوري، مظهراً بذلك مناقبية عالية والتزاماً عميقاً بالتوجهات التي حددتها القيادتان اللبنانية والسورية، منذ عهد الرئىس الراحل وهي مستمرة في عهد الرئىس بشار الأسد". وشكر كنعان لحود، مؤكداً استمراره في العمل، في أي موقع يحل فيه، من أجل مصلحة البلدين الشقيقين. وفي السرايا الكبيرة أقيم لكنعان استقبال رسمي عزفت خلاله موسيقى الترحيب واستعرض ثلة من حرس الشرف، ثم استقبله الحريري في باحة السرايا، وانتقلا والعميد غزالة إلى مكتب الحريري حيث أقيمت حفلة تكريمية حضرها الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي ومحافظ مدينة بيروت يعقوب الصراف ورئىس المجلس البلدي عبدالمنعم العريس وأعضاء المجلس. واستهلت الحفلة بكلمة للعريس فذكر ما قاله له كنعان ان "لا غطاء سورياً على أي مخالف او مسيء لهذه المدينةبيروت. ونفذت القول بالفعل". وبعد أن تسلم مفتاح المدينة، شكر كنعان للعريس هذه البادرة، قائلاً: "ما قمت سوى بواجبي نحو بلدي الثاني لبنان، وأنا لا أنسى في عامي 1984 و1985، حين أتيت إلى هذه المدينة، وكانت الميليشيات في حينه تتقاتل فيها، وحين التقاني أهلها طلبوا مني كممثل لسورية، أن أقوم بعمل ما لإنقاذها". وأضاف: "بقرار سوري، قررنا ضمن الإمكانات المتاحة، ولم تكن هناك إمكانات، إذ كنت آتياً بشخصي واعتمدت على بقايا الجيش اللبناني في الثكنة وعلى فاعليات بيروت لاستنهاض وضع المدينة وتخليصها من الوضع الميليشياوي المتحكم بها، وتمكنا مع فاعليات هذه المدينة الطيبة المناضلة بقرار شعبي من استنهاض هذا الواقع". وتابع "لم يكن هناك إمكان للحل طالما كانت بيروت مغيبة. وبعدما نجحت المدينة بالنهوض أصبح هناك إمكان للدفع باتجاه حل هو اتفاق الطائف، الذي اتفق عليه النواب اللبنانيون وباركه العرب أيضاً. وكان اتفاق الطائف بداية الحل، ودولة الرئيس الحريري كان له طبعاً دور أساسي فيه وكذلك في إعادة إعمار البلد ومدينة بيروت التي أعرف جيداً كيف كانت وكيف هي الآن". وختم "أشكركم جميعاً من أعماق قلبي، وهذا شرف كبير لي أن تمنحوني مفتاح هذه المدينة الطيبة المناضلة التي أحبها وأعتز بها، وهذا الإرث أيضاً سأورثه لأولادي، هذا المفتاح. إن قلبي مفتوح لهذه المدينة، وهذا يعزز محبتي لها وهذا التكريم أعتز به كثيراً". وأشار الرئىس الحريري في كلمة له الى صعوبة السنوات الماضية "لكن وجودكم إلى جانبنا ذلل مشكلات وصعوبات كثيرة واجهت الدولة أثناء قيامها". وقال: "واجهنا وإياكم محاولات إسرائيلية عدة لإخضاع الشعب اللبناني، ووقفتم إلى جانب لبنان، وكنت أشعر في استمرار بأنكم المدافعون الأوائل عن مصلحته". وأضاف: "لكم يا أبا يعرب، أيادٍ بيضٌ كثيرة على هذه البلاد، والشعب اللبناني وفيٌ يذكر أخوانه الذين وقفوا الى جانبه في الأيام الصعبة. وأنتم ممثلون للراحل الكبير وللأخ الشاب الذي يسير الآن بقيادة سورية نحو الأفضل، قمتم وتقومون وستستمرون، بواجباتكم في خدمة بلدكم سورية ولبنان. والهدية التي أهديتمونا إياها هي الأخ رستم غزالة الذي في اليوم الأول لتعرفه بي، قلت لي: "سأعرفك بأخ، وهذا الرجل هو أنا". وقد برهنت الأيام خلال عشر سنوات، إن كنا في السلطة أو خارج السلطة، أنكم والأخ رستم كنتم نعم الصديق والأخ الوفي الذي وقف دائماً الى جانب مصالح سورية ومصالح لبنان". وكذلك زار كنعان الوزير الهراوي في وزارة الدفاع حيث قلده وسام "التقدير العسكري من الدرجة الفضية"، تقديراً ل"الخدمات التي قدمها الى لبنان".