سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاتفاق على المبدأ تم أثناء زيارة الأسد والتنفيذ أرجئ الى ما بعد القمة . اعادة انتشار الجيش السوري تطبيقاً ل"الطائف" والبقاء في بعض المواقع مراعاة للحاجة اللبنانية
أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية ومديرية التوجيه في الجيش اللبناني أمس عن خطوات تنفيذية لاعادة انتشار الجيش السوري في عدد من المناطق اللبنانية خلال أسبوع، وفقاً "لاتفاق الطائف وفي اطار التعاون بين البلدين... مع مراعاة الحاجة العملانية للجيش اللبناني". فاجأ الاعلان عن اعادة انتشار الجيش السوري بعد ظهر أمس، الوسط السياسي والاعلامي اللبناني. واوضحت مصادر عسكرية وأخرى مقربة من الرئاسة الأولى، ل"الحياة" ان مبدأ اعادة الانتشار بُحث خلال اجتماع المجلس الأعلى اللبناني السوري، حين زار الرئيس بشار الأسد بيروت في الثاني من آذار مارس الماضي وان الجانب السوري أبلغ الجانب اللبناني نيته تنفيذ خطوات من هذا النوع، وان التوقيت ترك لمرحلة لاحقة. وذكرت مصادر حكومية ل"الحياة" ان الخطوة طبيعية وكان يفترض حصولها قبل عقد القمة العربية في بيروت بناء للتفاهم عليها في المجلس الأعلى لكنها تأجلت بناء لرغبة لبنان الذي طلب التريث لأسابيع عدة ريثما تنتهي اعمال القمة. وقالت مصادر أمنية لبنانية ل"الحياة" ان وحدات من الجيش السوري باشرت اعادة الانتشار بعد ظهر أمس بمواكبة من الجيش اللبناني الذي بدأ يتسلم بعض المراكز التي ستخلى من الجيش السوري للتمركز فيها او تمهيداً لتسليمها الى اصحابها، وفقاً للخطة. وقالت المصادر انه سبق قبل اكثر من عامين ان بوشر باعادة الانتشار، التي شملت مناطق وأمكنة عدة، مشيرة الى ان الجيش السوري سيبقى في مواقع محددة في المنطقة التي سيخليها بموجب اتفاق الطائف وذلك بناء لرغبة الجيش اللبناني الذي طلب من الجيش السوري التريث لبعض الوقت في اخلائها ريثما يصبح جاهزاً لتسلمها. ومع ان مصادر عسكرية نفت ل"الحياة" ان يكون القرار مرتبطاً بالتطورات في المنطقة واحتمالات تصاعد الصراع وتوسعه في ظل ما يجري في فلسطينالمحتلة، بعد التهديدات الاسرائيلية للبنان وسورية، فإن مرجعاً أمنياً لبنانياً أوضح ل"الحياة" انه بوشر بعد ظهر أمس بتطبيق الخطة، مشيراً الى انها تأخذ في الاعتبار الوضع المتدهور في الأراضي العربية المحتلة في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وأوضح ان المقصود بذلك هو "التفاهم على تدابير مشتركة تتيح للقيادتين العسكريتين البقاء على أهبة الاستعداد لمواجهة كل التطورات بما فيها احتمال لجوء اسرائيل الى أي عمل عسكري يستهدف الأراضي اللبنانية لصرف النظر عن المذابح التي ترتكبها في الداخل الفلسطيني". وقال المرجع الأمني ان اعادة الانتشار تتم بحسب اتفاق الطائف، وتشمل المناطق كافة باستثناء عدد من المواقع المطلة على الطريق الساحلية الممتدة من عرمون حتى مداخل صيدا التي ستبقى فيها القوات السورية، موضحاً انها ستخلي كل مواقعها في بيروت والضاحية الجنوبية بما فيها المناطق المحيطة بالمخيمات الفلسطينية، اضافة الى المناطق السكنية في عاليه وبحمدون والمتنين الأعلى والشمالي ومنها الفنار وبيت مري والمونتيفيردي وجسر الباشا وتلة الرياض وضهور الشوير. وأكد المرجع ان القوات السورية ستبقي على بعض مواقعها في المنطقة الجبلية مثل تلال عاليه وبحمدون ومرتفعات ضهور الشوير غير المأهولة بالسكان، وهي مواقع تطل على اماكن تجمّع القوات السورية في منطقة ضهر البيدر. وقال: "ان هذا الترتيب العملاني ضروري لحماية مقدمة تواجدها هناك اضافة الى انه يأتي من ضمن الخطة العملانية التي تشمل عدداً من المناطق اللبنانية تحسباً لأي عدوان اسرائيلي". وصدر إثر الاجتماع، عن المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، البيان الآتي: عرض وفد مشترك من قيادة الجيش اللبناني، وقيادة الجيش العربي السوري، على رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، قبل ظهر اليوم أمس، الاجراءات التي ستتخذها القيادتان العسكريتان اللبنانية والسورية لتنفيذ خطة اعادة انتشار وحدات من الجيش السوري في عدد من المناطق اللبنانية، في اطار التعاون والتنسيق القائم بين البلدين في مختلف المجالات، وعملاً بالتوجيهات التي كانت صدرت من الرئيس لحود والرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الى القيادتين العسكريتين. وضم وفد القيادة العسكرية السورية رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد حسن توركماني وقائد القوات السورية العاملة في لبنان العماد ابراهيم صافي، وقائد الوحدات الخاصة العماد علي حبيب ورئيس هيئة العمليات اللواء صلاح نعيمي، ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان، ورئيس جهاز المراقبين السوريين في بيروت العميد رستم غزالة. وحضر اللقاء عن الجانب اللبناني وزير الدفاع الوطني خليل الهراوي وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ورئيس الأركان اللواء الركن فادي أبو شقرا ونائب رئيس الأركان للعمليات العميد عصام عطوي ومدير الاستخبارات العميد ريمون عازار، ورئيس مكتب التعاون والتنسيق العميد شربل مزرعاني. وخلال اللقاء، نقل الوفد العسكري المشترك اللبناني - السوري الى الرئيس لحود نتائج الاجتماعات التي عقدها اعضاء الوفدين والتي درست فيها الترتيبات الخاصة باعادة انتشار القوات السورية العاملة في لبنان، وفق خطة عملانية تشمل عدداً من المناطق اللبنانية. وقد نوه الرئيس لحود، بالدور الذي لعبته القوات السورية في تثبيت الأمن والاستقرار في لبنان وترسيخ السلم الأهلي فيه مقدراً الدعم الذي قدمه الجيش العربي السوري في مساعدة الجيش اللبناني في عملية اعادة بنائه ثم في تنفيذه المهمات الأمنية التي أوكلت إليه في المناطق اللبنانية كافة. وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "بتاريخ 3/4/2002 اجتمعت اللجنة العسكرية المنبثقة عن المجلس الأعلى السوري - اللبناني والمؤلفة من قيادتي الجيشين الشقيقين اللبناني والعربي السوري في مبنى قيادة الجيش في اليرزة، وبعد اطلاع فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود اتفق على خطوات تنفيذية لاعادة انتشار وحدات الجيش العربي السوري الشقيق استكمالاً لتنفيذ اتفاق الطائف ومع مراعاة الحاجة العملانية للجيش اللبناني على ان تنفّذ خلال اسبوع من تاريخه". وكان وفد من القيادتين العسكريتين اللبنانية والسورية ضم اللواء كنعان والعميدين غزالة وعازار قام بزيارة كل من رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري وعرض معهما خطة اعادة الانتشار. وفي تعليقه على الخطوة قال رئيس الحكومة رفيق الحريري انها "تطبيق لاتفاق الطائف ودليل الى ان القوات السورية ساعدت، بحسب الاتفاق، الجيش اللبناني والقوات الأمنية اللبنانية في نشر الاستقرار في البلد، واستغرق ذلك فترة أطول مما كنا نتوقّع بسبب الاحتلال الاسرائىلي للجنوب والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة خلال السنوات الماضية". وعن توقيت الخطوة قال: "ان أي توقيت هو توقيت جيّد"، ورفض ربطها بأي تهديد اسرائيلي للبنان وسورية "ولو كان ذلك صحيحاً لحدث العكس ولما حدثت إعادة الانتشار بل لحدث انتشار أكبر للجيش السوري". وشكر باسم الشعب اللبناني الرئيس الأسد على كل المساعدات التي قدّمت الى لبنان والرئيس الراحل حافظ الأسد وكل القادة العسكريين السوريين "الذين ساهموا في اعادة تأهيل الجيش اللبناني ومساعدة لبنان في الوصول الى حال الاستقرار التي نعيشها اليوم". مواقف مرحّبة وأشاد وزير الدفاع اللبناني خليل الهراوي "بتضحيات الجيش السوري في سبيل تحقيق أهداف مبادرة الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1976 بالحؤول دون تقسيم لبنان والعمل على إخراجه من دائرة الاستقطاب الاسرائىلي سياسياً وعسكرياً". جاء كلام الهراوي خلال لقائه امس وفداً عسكرياً سورياً بقيادة العماد حسن توركماني مع وفد من قيادة الجيش اللبناني برئاسة قائد الجيش العماد ميشال سليمان. ورحّب وزير الاشغال والنقل نجيب ميقاتي بخطوة إعادة الانتشار. وقال انها تؤشر "الى العمق الذي وصلت اليه العلاقات والتي تتجاوز الإطار الأمني، وهي رغبة للارتقاء في العلاقات الثنائية الى مستوى متقدّم في اطار سيادة كل من البلدين واستقلاله وكرامته. وهذه الحقيقة تمّ التأكيد عليها خلال القمة اللبنانية - السورية". ورحب بهذه الخطوة النواب بطرس حرب واميل إميل لحود ونعمة الله ابي نصر والرئىس المنتخب لحزب الكتائب اللبنانية كريم بقرادوني والمجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك. وأعلن حرب "انها الخطوة الأولى على طريق بسط لبنان سيادته الكاملة على أرضه"، متمنياً ان "تعالج ما يشكو منه اللبنانيون من تدخل أجهزة غير لبنانية في تسيير شؤونهم الداخلية".