هددت كوريا الشمالية امس بالانسحاب من اتفاقية الهدنة التي وضعت حداً للحرب الكورية منذ خمسين عاماً، متهمة الولاياتالمتحدة بحشد قوات للاعتداء عليها. ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية عن ناطق باسم الجيش قوله: "اذا استمرت الولاياتالمتحدة في خرق هذه الاتفاقية المشتركة وتفسيرها على هواها، فلن يكون في مصلحة كوريا الشمالية مواصلة الالتزام بهذه الاتفاقية". وأضاف ان "تطور الوضع مرهون كلياً بموقف الولاياتالمتحدة". وقدمت كوريا الشمالية اسباباً عدة لمواقفها المتشددة وخصوصاً قيام البحرية الاميركية في كانون الاول ديسمبر 2002، باعتراض سفينة شحن كورية شمالية تنقل صواريخ سكود مخصصة لليمن. ومن هذه الاسباب، اعلان حال التأهب للقاذفات الاميركية البعيدة المدى لارسالها الى الشرق الاقصى، اضافة الى ارسال حاملة طائرات قبالة شواطئ شبه الجزيرة الكورية في اطار مناورات بين واشنطن وحلفائها الكوريين الجنوبيين من المقرر اجراؤها بدءاً من الرابع من آذار مارس المقبل. ويفترض ان تستمر هذه المناورات شهراً واحداً. ويذكر ان اتفاقية الهدنة التي انهت حرباً استمرت ثلاث سنوات في كوريا، وقعتها في 1953 جيوش المتحاربين، اي الاممالمتحدة من جهة وكوريا الشمالية والصين من جهة اخرى. لكن لم يتبعها اي اتفاق سلام حقيقي بين الدول المعنية. واعلن مسؤول كوري جنوبي ان "كوريا الشمالية لم تكن ابداً مرتاحة الى اتفاقية الهدنة ونددت بها في الماضي". اجواء تهدئة وجاء ذلك في وقت قال رئيس كوريا الجنوبية كيم داي جونغ انه لا يعتقد ان هناك خطر نشوب حرب في شبه الجزيرة الكورية، على رغم تصاعد القلق من سعي كوريا الشمالية المزعوم الى تطوير اسلحة نووية. وقال كيم لاعضاء حكومته بعد ساعات من تهديد كوريا الشمالية بالانسحاب من اتفاق الهدنة في الحرب الكورية، ان الازمة النووية اجبرت حكومته على التعامل مع المخاطر التي يتعرض لها السلام والامن في البلاد، اضافة الى المخاطر التي تهدد الاقتصاد. ونشر مكتب الرئاسة تصريحات لكيم قال فيها: "اعتقد ان خطر نشوب حرب في شبه الجزيرة الكورية ضئيل، وفي الواقع غير موجود". الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الصينية ان بكين وبيونغيانغ اتفقتا امس على ان الازمة النووية في شبه الجزيرة الكورية يجب ان تحل بالحوار. وتم التأكيد على هذا الموقف المشترك، خلال زيارة قصيرة لمسؤول كوري شمالي الى بكين امس.