أعلن مسؤولون في كوريا الجنوبية أمس، أن أكثر من 130 شخصاً قتلوا فيما فقد 99 وأصيب أكثر من مئة آخرين بجروح، نتيجة حريق في قطار أنفاق مترو مكتظ، أضرمه رجل مختل اعتقل على الأثر. وبعد أكثر من ست ساعات من اندلاع الحريق، كان رجال الاطفاء يواصلون البحث عن جثث الضحايا وينتشلون ناجين من محطة مترو الانفاق في دايغو جنوب شرقي البلاد. وكان الدخان يتصاعد من كل منفذ في المحطة. وأفاد مراسلون أن عدداً كبيراً من الضحايا الذين قضوا اختناقاً، أجروا قبل وفاتهم، اتصالات بأهلهم عبر هواتف محمولة كانت في حوزتهم، ما ذكر بمعاناة ضحايا هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 في مركز التجارة العالمي في نيويورك. كما أعاد الحادث إلى الأذهان مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة مئة آخرين في انفجار بسبب تسرب غاز في مترو الانفاق الوحيد في دايغو عام 1995. وقال مسؤول في مركز دايغو للانقاذ إن 134 قتلوا أمس، وأصيب 136 باختناق أو حروق وفقد 99 آخرون. وذكر تلفزيون "واي تي أن" المحلي، أن ما يصل إلى 600 راكب كانوا داخل القطار عندما اندلع الحريق في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي الواحدة فجراً بتوقيت غرينتش. ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" المحلية عن شاهد قوله: "أضرم رجل في الاربعينات من العمر يرتدي زي العاملين في السكك الحديد النار في عبوة حليب تحتوي على سائل قابل للاشتعال، وألقى بها داخل القطار". وذكرت الشرطة أن المشتبه به تلقى العلاج ثم نقل إلى مركز للشرطة. ولم تذكر شيئاً عن الدافع، لكن أطباء قالوا إنه سيخضع لفحوصات للشك في أنه يعاني اضطرابات نفسية. ونقلت "يونهاب" عن شاهد قوله إن الركاب حاولوا دون جدوى منع المشتبه به من إضرام الحريق. وقدم رئيس كوريا الجنوبية كيم داي جونج تعازيه إلى أسر الضحايا. وقال مسؤول: "ما زالنا نحاول تقويم الوضع في وقت نقل الركاب إلى المستشفىات. ولا نعرف تحديداً عدد الركاب المتضررين". وقال مسؤول في غرفة الطوارىءفي مستشفى كيونغبوك الجامعي إن "ما يثير قلقنا هو أن أشخاصاً ما زالوا محاصرين داخل القطار"، معرباً عن أمله في إنقاذ هؤلاء "قد تصبح حالهم حرجة". وأفاد مسعف في الموقع: "لا يزال الكثير من الجثث المتفحمة في العربات. ويصعب التعرف عليها وهي متداخلة في الهيكل". وأضاف: "نحتاج إلى أطباء شرعيين لنتمكن من إحصاء القتلى". وأعلن مجلس بلدية مدينة دايغو أن 66 سيارة إطفاء وصلت إلى موقع الحادث وتوقفت حركة قطارات الانفاق. وأشارت تقارير تلفزيونية إلى أن رجال الإطفاء واجهوا صعوبة في دخول محطة مترو الانفاق بسبب الدخان الكثيف. وذكر شاهد أن الكثير من الركاب كانوا غير قادرين على الفرار من القطار لأن أبوابه كانت موصدة.