واصل مفتشو الاسلحة عملياتهم في انحاء العراق أمس، وفتشوا ثمانية مواقع على الاقل، بعدما وضعوا الاحد علامات على صواريخ من نوع "الصمود" ذات مدى أبعد من المسموح به. وجدد عالم نووي عراقي معارض اتهامه بغداد بامتلاك أسلحة دمار شامل. وزار خبراء في الصواريخ في لجنة "انموفيك" أربعة مواقع، هي مصنع صواريخ "الامين" في الفالوجة شمال غربي بغداد و"شركة المعتصم" على مسافة 90 كيلومتراً جنوببغداد و"مجمع ابن الهيثم" العسكري وشركة خاصة في التاجي شمال بغداد. وتفقدت فرق مشتركة من "انموفيك" والوكالة الدولية للطاقة الذرية مجمعات "المثنى" و"أم المعارك" و"النداء" العسكرية وموقعاً لم يعلن عنه في سامراء شمال العاصمة العراقية. وكان المفتشون وضعوا أول من أمس علامات على صواريخ عراقية من نوع "الصمود" بعدما ذكر رئيس "انموفيك" هانس بليكس في تقريره الى مجلس الأمن ان وثائق تصميم محركات هذه الصواريخ تشير الى ان مداها يتجاوز بنحو 40 كيلومتراً المدى المسموح به وهو 150 كيلومتراً. الى ذلك، قال العالم النووي العراقي حسين الشهرستاني في مانيلا ان بغداد ما زالت تملك اسلحة دمار شامل تخفيها عن المفتشين. واوضح الشهرستاني، وهو مستشار سابق للرئيس صدام حسين حين كان العراق يبني مفاعله النووي، في حديث الى صحيفة "ستار": "اعتقد ان هذه الاسلحة ما زالت في العراق وتنقل من مكان الى آخر حتى لا تراها فرق مفتشي الاممالمتحدة". وكان الشهرستاني فر من العراق عام 1991 بعدما امضى 11 سنة في السجون لأنه رفض المشاركة في البرنامج النووي العراقي، وهو يقيم في لندن الآن. ونقلت الصحيفة عن الشهرستاني، الذي وصل الى مانيلا للمشاركة في لقاءات علمية، ان معظم المنشآت التى يمكن ان تنتج اسلحة نووية في العراق دمر خلال الغارات الجوية الاميركية عام 1991، لكنه قال ان اسلحة خطيرة خصوصاً كيماوية وجرثومية ما زالت سليمة ولا يعرف أحد اين توجد الآن، موضحاً ان بين هذه الاسلحة "عصيات" تسبب آلاماً حادة في العضلات قبل ان تسبب الشلل والموت خلال ايام. على صعيد آخر، اعلن الجيش الاميركي ان طائرات مقاتلة اميركية وبريطانية قصفت أول من امس منشآت دفاعية مضادة للطائرات في جنوبالعراق، بعد تحليق طائرات عسكرية عراقية في منطقة الحظر الجوي. وأوضحت القيادة المركزية للجيش الاميركي ان الغارة استهدفت مراكز اتصالات يمكن استخدامها في المنظومة العراقية للدفاع الجوي "بعدما انتهكت طائرات مقاتلة عراقية المنطقة المحظورة في الجنوب". وكان ناطق عسكري في بغداد ذكر الاحد ان طائرات اميركية وبريطانية قصفت "منشآت مدنية" في محافظة ذي قار. الى ذلك، أعرب المنسق الانساني للأمم المتحدة راميرو لوبيز دا سيلفا عن أمله في ان "يتغلب منطق السلام"، وخاطب شباناً عراقيين من الكشافة كانوا يتظاهرون امام "فندق القناة"، مقر الاممالمتحدة في بغداد، قائلاً إن "الأممالمتحدة تبذل كل جهد ليتغلب منطق السلام". وهتف حوالى الفين من شبان الكشافة عندما كان خبراء الاممالمتحدة يغادرون مقرهم للقيام بعمليات التفتيش اليومية، ب"لا للحرب" و"يعيش صدام" ملوحين بأعلام عراقية وصور الرئيس العراقي. وقالت الناطقة باسم برنامج "النفط للغذاء" فيرونيك تافو ان وفداً من 15 كشافاً التقى دا سيلفا وسلمه مذكرة وعد بتسليمها الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان.