في ظل تعثر اجتماع لجنة المتابعة المنبثقة من موتمر لندن للمعارضة العراقية، تداعت الأطراف الشيعية التي وقعت أخيراً على ميثاق للتعاون بينها إلى عقد "المؤتمر الشيعي العراقي" في طهران في الرابع والعشرين من الجاري. وبدا لافتاً أمس اعلان "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق"، أبرز حركات المعارضة الشيعية ومقره في ايران، رفضه القاطع ان تحكم في بغداد قيادة عسكرية اميركية لفترة انتقالية، كما صرح وزير الخارجية الأميركي كولن باول يوم الخميس الماضي. وأبلغ مصدر مطلع في اللجنة التحضيرية للمؤتمر "الحياة" أنه سيعقد بناء على مبادرة من جميع الأطراف الشيعية، وستوفر له طهران التسهيلات اللازمة، و"ستحضره القوى السياسية المعروفة في الساحة العراقية مثل المجلس الأعلى للثورة الاسلامية وحزب الدعوة ومنظمة العمل وغيرها، إضافة إلى كل الفعاليات الشيعية من العشائر والمثقفين والحوزة الدينية". وقال المصدر إن المؤتمر "يهدف إلى وضع رؤية مشتركة لدور الشيعة في نظام ما بعد صدام حسين". وأوضح أن اللجنة التحضيرية هي التي ستوجه الدعوات إلى المعنيين وليس الإدارة الإيرانية التي يقتصر دورها على توفير التسهيلات اللازمة. على صعد آخر ا ف ب، قال سيد عبد العزيز الحكيم أحد اعضاء المجلس المركزي في "المجلس الاعلى" للثورة الاسلامية في العراق في بيان ان مشروع قيادة عسكرية لحكم بغداد لفترة انتقالية "سيخلق مشاكل حقيقية في العراق" وسيحول دون "استقرار" البلاد. وأوضح ان ممثل الرئيس الاميركي للعراق زلماي خليل زاد ابلغه هذا المشروع الاسبوع الماضي في تركيا. واعتبر الحكيم، نجل آية الله محمد باقر الحكيم زعيم "المجلس الاعلى" ان تحقيق هذا المشروع سيكون متناقضاً "مع الادعاءات الاميركية باتباع عملية ديموقراطية واحترام حقوق العراقيين". ولاحظ أن هذه الخطة "تناقض قرارات" مؤتمر المعارضة العراقية الذي عقد في لندن كانون الاول/ديسمبر 2002. ورأى أن من الضروري ان توافق الولاياتالمتحدة "على مسؤولية المعارضة العراقية في اختيار الحكومة الانتقالية وتسيير شؤون العراق تسييراً كاملاً". وكانت خمسون حركة معارضة عراقية تقريباً اتفقت في لندن على تشكيل "حكومة انتقالية مدنية" تعكس "مكونات المجتمع العراقي" بعد إطاحة الرئيس العراقي. لكن مصادر عراقية أشارت إلى أن الإدارة الأميركية بدّلت في مخططها بناء على دعوات وملاحظات عربية واسعة لاحظت الدور الكبير الذي لعبته إيران في مؤتمر لندن، وعبّرت عن مخاوفها من تعاظم نفوذ الجمهورية الاسلامية خصوصاً على الأطراف الشيعية العراقية المعارضة ومدى انعكاسها مستقبلاً على النظام الذي سيخلف نظام صدام. والتقى خليل زاد في لندن قبل أيام وفداً من قيادة "حركة الوفاق" للبحث في المسائل المتعلقة باجتماع لجنة المتابعة المنبثقة من مؤتمر لندن. وقال مصدر في "الوفاق" ل"الحياة" ان المبعوث الأميركي اكد للوفد "اصرار الإدارة الاميركية على المضي في خططها" لدعم الشعب العراقي وتمكينه من البدء بانشاء مستقبل أفضل وحكم ديموقراطي، فضلاً عن انها "تتعامل مع العراقيين كشركاء وليس لديها ما تفرضه عليهم". واضاف المصدر ان ممثلي "الوفاق" شرحوا رؤيتهم لضمان عقد اجتماع ناجح للجنة المتابعة، انطلاقاً من الملاحظات التي أبدتها الحركة على نتائج مؤتمر لندن. وأوضح ان "هناك اعتراضات جدية على تلك النتائج ولا بد من أخذها في الاعتبار من خلال توسيع اللجنة عدداً وتمثيلاً لتشمل كل الطيف السياسي"، وهذا يقتضي انشاء "هيئة تحضيرية جديدة" للاجتماع المرتقب في اربيل "لاعادة تشكيل لجنة المتابعة على أسس لا تخضع للنسب التي أخذ بها في مؤتمر صلاح الدين". وأبدت "حركة الوفاق" معارضتها الاعلان عن حكومة موقتة أو تشكيل هيئات ميدانية وتعتبر ان "هذه الخطوات يمكن ان تأتي مع اتضاح مسار "خطة التحرير" وتطورها على الأرض".