أصبح حادث تحطم طائرة أميركية مستخدمة في مكافحة المخدرات في كولومبيا، قضية قومية بعد مقتل اثنين من ركابها والاختفاء المريب لثلاثة آخرين كانوا على متنها في منطقة يسيطر عليها المتمردون. واصطدمت الاشاعات عن قيام القوات المسلحة الثورية في كولومبيا ماركسية بخطف الناجين قرب فلورنسيا 600 كلم جنوب بوغوتا، بصمت لا سابق له من السلطات العسكرية والمدنية وكذلك لدى السفارة الاميركية. وكانت الطائرة من طراز "سيسنا-208" أقلعت من العاصمة وعلى متنها أربعة أميركيين وكولومبي، ثم تحطمت قرابة منتصف ليل الخميس -الجمعة قبل هبوطها المرتقب في فلورنسيا. وأعلنت وزارة الدفاع الكولومبية في بيان أن الطائرة "كانت تقوم بمهمة استطلاعية في إطار الاتفاقات بين الولاياتالمتحدةوكولومبيا حين تحطمت إثر خلل فني" قبل أن يعثر عليها "محترقة"، لكن لم "يتحدد مكان ركابها بعد". وأفاد مصدر عسكري أن "مهمة الاستطلاع" التي كانت تقوم بها الطائرة، شملت مراقبة مزروعات الكوكا بموافقة بوغوتا، في إطار "خطة كولومبيا" لمكافحة المخدرات المعتمدة منذ عام 2000، بدعم أميركي. وترجمت حالة "الحذر القصوى" التي أوصى بها الرئيس ألفارو أوريبي في ختام اجتماع مع قيادة أركان الجيش، بتكتم شديد عن بث أي معلومات. وقال الجنرال خورخي مورا قائد القوات المسلحة: "لا يمكننا قول شيء طالما لم نحصل على تأكيد لا سيما أن دولة أخرى معنية أيضاً"، من دون أن يحدد التأكيد الذي كان يشير إليه. وأثار هذا الغموض تكهنات عن احتمال قيام القوات المسلحة الثورية التي تحظى بنفوذ في تلك المنطقة، بخطف الناجين الثلاثة، وهو ما تحدثت عنه مصادر شبه رسمية. وقالت هيئة مدنية إن مروحية انقاذ قد تكون تعرضت لنيران مع اقترابها من الطائرة لكن من دون إصابتها. ولم يتسن للجيش تأكيد هذه المعلومات ولا تأكيد فرضية قيام المتمردين بمهاجمة الطائرة قبل تحطمها. وأعلنت وزارة الدفاع في بيانها أن الجنود الكولومبيين استدعيوا للقيام بعملية "خاصة" للعثور على الركاب لكنهم كانوا ليعثروا على الجثث منذ بدء عملهم لو كان الركاب قضوا في الحادث. وتقع فلورنسيا على طرف المنطقة المنزوعة السلاح سابقاً التي استولت عليها السلطة من المتمردين في 20 شباط فبراير الماضي. ولا تزال هذه المجموعة المسلحة التي تضم 17 ألف رجل تتواجد بقوة في هذه المنطقة، وهي وصفت الاميركيين السنة الماضية بأنهم يشكلون "أهدافاً عسكرية". وتشمل "خطة كولومبيا" مساعدة أميركية بقيمة بليوني دولار مع وجود 500 مستشار عسكري و300 مدني وتسليم 79 مروحية لاتلاف شجر الكوكا.